يأتي الاحتفال بيوم الغذاء العالمي السبت المقبل الذي يصادف ذكرى إنشاء"منظمة الأغذية والزراعة"فاو التابعة للأمم المتحدة عام 1945 وسط تحديات وأزمات تتعرض لها غالبية دول العالم وأهمها تأمين الغذاء وحماية الناس من الجوع. فقد ازداد عدد الذين يعانون الجوع في العالم بمعدل 105 ملايين شخص العام الماضي، مقارنة بعام 2008، والعدد يتجاوز اليوم بليوناً، فهناك 642 مليون جائع في آسيا والمحيط الهادي و265 مليوناً في أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى و53 مليوناً في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي و42 مليوناً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و15 مليوناً في البلدان المتقدمة. وتمثل الارتفاعات الأخيرة في أسعار المواد الغذائية عائقاً أمام جهود تقليص أعداد الجياع في العالم، ومن هنا حذرت"فاو"في تقرير وزعه أمس مكتبها في القاهرة من خطورة تقلب الأسعار بما يشكل تهديداً رئيساً للأمن الغذائي. وأشار تقرير للمنظمة إلى ان التلف غير المتوقع للمحاصيل لدى بعض الدول المصدرة الكبرى كان من العوامل الأساسية وراء هذه الزيادة الحادة في الأسعار العالمية، بالإضافة إلى السياسات التي انتهجتها بعض الحكومات لمعالجة ذلك الوضع وحرائق الحقول الزراعية في روسيا والفيضانات في باكستان. ويرجع ارتفاع أسعار الغذاء في رأي"فاو"إلى أسباب منها إنتاج الوقود الحيوي المستخرج من المحاصيل والذي قوض على نحو أكبر إمدادات الغذاء، إذ ارتفع إنتاج الوقود الحيوي ثلاثة أضعاف بين عامي 2000 و2007. وأشارت المنظمة إلى ان ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة 76 في المئة بين عامي 2006 و2008 أضاف نحو 150 مليون نسمة من سكان العالم إلى قائمة الفقر، فيما يموت يومياً أكثر من 25 ألف شخص بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به في كل أنحاء العالم وذلك في وقت تطالب"فاو"باستثمار 209 بلايين دولار حتى عام 2050 لتأمين الغذاء لسكان الكرة الأرضية. ووصفت"فاو"العالم الآن بأنه يعيش في دائرة مفرغة ومحزنة بسبب الارتفاع السريع لأسعار السلع الغذائية والزيادة المطردة في أعداد الجوعى، وأرجع مساعد المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة آسيا والمحيط الهادي هيرويوكي كنوما السبب إلى تراجع الاستثمارات في القطاع الزراعي خلال العقود الثلاثة الأخيرة. ودلل كنوما على الحجم الضخم لأزمة أسعار الغذاء العالمية بالارتفاع القياسي في أسعار القمح الذي تتراوح بين 60 و80 في المئة منذ تموز يوليو الماضي بينما قفزت أسعار الذرة بمقدار 40 في المئة خلال الفترة ذاتها، لكنه أشار إلى ان حكومات الدول النامية ومؤسسات الغذاء الدولية بدأت تنتبه إلى ضرورة زيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي، لكن هذه الجهود لا تزال غير كافيه لاحتواء الأزمة. وأفادت"فاو"بأن 20 بليون دولار من الاجمالي مطلوبة لتغطية الانتاج من الحبوب و13 بليون دولار للإنتاج الحيواني و50 بليون دولار لدعم الخدمات اللاحقة لمراحل الانتاج المختلفة.