ترتفع أسعار الغذاء في العالم بنسبة واحد في المئة شهرياً، وبنسب تضاهي ارتفاع أسعار النفط، ما قد يقود الى تنامي عدد الفقراء حول العالم ويؤدي الى أزمة جوع دولية في منتصف القرن حين يرتفع عدد الفقراء المدقعين الى حوالى بليوني شخص، من مستواهم الجاري البالغ بليون شخص، في وقت سيرتفع عدد سكان الكرة الارضية الى 9.2 بليون شخص من 6.9 بليون شخص حالياً. ووفق احصاءات منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ارتفع مؤشر الغذاء الشهر الماضي، بسبب غلاء أسعار السكر (14 في المئة) والحليب ومشتقاته، كما ان مؤشر أسعار 55 مادة غذائية رئيسية ارتفع الى 234 نقطة من 231 نقطة الشهر الماضي، على رغم انخفاض أسعار القمح، كما أفادت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها أمس. وكانت الارتفاعات المتتالية في أسعار الرز والسكر والقمح أدت الى عدم استقرار واضطرابات كبيرة في عدد من الدول النامية، بينها دول عربية التي شهدت انتفاضات، كان من بين اسبابها تجاوز أسعار الغذاء قدرات مواطنين. ورفعت «فاو» توقعاتها لإنتاج الحبوب في العالم بين 2011 و2012 الى نحو 2.313 بليون طن بزيادة 11 مليون طن على توقعها السابق في 22 حزيران (يونيو) و3.3 في المئة على انتاج العام الماضي بعد تعديلين متتاليين لتوقعات المحصول والرقعة الزراعية في الولاياتالمتحدة في 2011. وكان المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو قال اخيراً «ان اسعار الغذاء ستتضاعف الى المثلين اذا لم يلجأ العالم الى تدابير احترازية». وأشارت المنظمة الى أن نمو انتاج الاغذية سيكون بنسبة 1.7 في المئة حتى السنة 2020 قبل أن يعاود طريقه الصعودي ونموه بنسبة 2.7 في المئة المحققة قبل عقد واحد. ويعتقد ان سبب ارتفاع أسعار السكر يعود الى انخفاض الانتاج في البرازيل، الدولة الاكثر قدرة على تأمين المحاصيل. وأشارت المنظمة الى ان تضخم أسعار المأكولات أو مشتقاتها وصل الى «مستوى خطر» وقد يرفع عدد الجوعى في العالم بحوالى 44 مليون نسمة. وكان رئيس البنك الدولي روبرت زوليك قدّر ان كل ارتفاع في كلفة الغذاء بنسبة واحد في المئة يضيف مليون جائع في مختلف أنحاء العالم. وتساءل: «السؤال هو كيف سنؤمن الغذاء في وقت يشتد الطلب مع الارتفاع السريع في عدد سكان الارض». ووفق التقديرات سيُنفق العالم، خصوصاً النامي، السنة الجارية ما يصل الى 1.3 تريليون دولار على التغذية أي بنسبة ارتفاع بنحو 21 في المئة على ما انفق العام الماضي. وتعتقد «فاو» ان انتاج الغذاء يجب ان يرتفع بنسبة 70 في المئة على الاقل حتى العام 2050 لمواجهة الطلب من حوالى 9.2 بليون شخص من دون الاخذ بعين الاعتبار خفض عدد الجائعين في العالم أو حتى الذين يعيشون دون خط الفقر. وما لوحظ في تقرير المنظمة انه لم يُحدد الوسائل لزيادة انتاج الغذاء ولا أشار الى تأثير التغييرات المناخية في المحاصيل الزراعية وتوزعها في مختلف القارات. يُشار الى أن أسعار النفط الحقيقية لا تزال أقل بنسب كبيرة من المتوقع خصوصاً مع انخفاض قيمتها الفعلية بسبب تآكل سعر صرف الدولار والتضخم في أسعار السلع كافة التي تستوردها الدول المنتجة.