وقعت سورية وتركياوالعراق في اختتام الاجتماع الثلاثي لوزراء البيئة والري في أنقرة ليل الجمعة الماضي، محضر اجتماع وزاري للتعاون في مجال المياه ومواجهة الجفاف الذي تعاني منه المنطقة. وتضمن المحضر الذي وقعه وزير الري السوري المهندس نادر البني ووزير البيئة والغابات التركي فيصل أوغلو ووزير المصادر المائية العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، اتفاق الأطراف الثلاثة على درس وضع محطات القياس المائية في الدول الثلاث وصيانتها وإنشاء محطات قياس جديدة عند الضرورة، واتفق أيضاً على تشكيل فريق فني مشترك من اجل تسوية القضايا الفنية وإجراء دراسات ميدانية وتقديم برامج تطبيقية للوزراء للموافقة عليها قبل نهاية السنة الحالية. واتفقت الدول الثلاث على تبادل المعلومات المائية والمناخية بما فيها التغييرات الفصلية وإنشاء قاعدة معلومات مشتركة وتشكيل فريق خبراء لهذه الغاية، وعلى تنظيم دورة تدريبية للاستشعار عن بعد في مجال المياه ومراقبة الأحوال الجوية والمناخية والمائية ومستوى مياه نهري دجلة والفرات وتقويم آثار فترات الجفاف والتغييرات المناخية على مصادر المياه. وتركز الاجتماع الثلاثيپحول مسألة تدفق مياه نهري دجلة والفرات، والحلول الممكنة لمعالجة نقص الموارد المائية في الدول الثلاث. وأكد الوزراء خلال الاجتماع الذي سادته أجواء تعاون، أن عودة الحوار على المستوى الوزاري للدول الثلاث، دليل على عزم هذه الدول على إحلال الحوار المباشر في حل القضايا المائية لنهري دجلة والفرات، وهو دليل التحسن والتطور في العلاقات. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية، أن وزير البيئة التركي فيصل أوغلو قال في حديث إلى الصحافيين بعد توقيع المحضر، إنه يركز على إنشاء محطات قياس مشتركة على نهري دجلة والفرات، وعلى تبادل المعلومات المناخية، ومراقبة مستوى المياه التي تذهب إلى سورية والعراق في كل فصل، فضلاً عن تقويم تأثير التغيير المناخي على النهرين. وقال إن حكومته تعلق أهمية كبرى على تطوير التعاون بين تركيا وسورية والعراق، داعياً إلى القيام بما هو ضروري من أجل تحقيق هذا الهدف. وأضاف:"يوجد نقص في المياه بسبب الجفاف. نحن مدركون للوضع. نريد أن نأخذ في الاعتبار الطلب السوري والعراقي. إذا كانت لدينا المياه فلن نمنع تقاسمها مع جيراننا". وقال لدى بدء الاجتماع إن بلاده فتحت المياه من سد اتاتورك لمساعدة سورية والعراق، على حساب خفض إنتاج الطاقة. وأن تركياوالعراق وسورية معرضة للنتائج السلبية للاحتباس الحراري، مشيراً إلى أن الدول الثلاث تعاني من الجفاف منذ 2006. وأشار إلى أن تركيا ضخت مزيداً من الطاقة بهدف مساعدة العراق وسورية وتفادي حرمانهما من المياه. لكن هطول الأمطار في حوضي دجلة والفرات انخفض 46 في المئة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأن مستوى المياه في سد اتاتورك انخفض أيضاً 10 في المئة. وقال البني إن بلاده تتفهم حاجة العراق إلى مزيد من المياه."فسورية والعراق في حاجة ماسة إليها، لكن العراق الشقيق يشعر أكثر بحاجته إلى مزيد من المياه، وعلينا تلبية هذه الحاجة. الحوار مهم جداً لأجل تحقيق هذا الهدف، ولذلك فالاجتماع مهم جداً". وأضاف:"إخواننا العراقيون يعرفون أن سدودنا فارغة وأن لدينا احتياجات إنسانية". وقال البني في كلمته إن سورية مررت نحو 69 في المئة من واردات مياه الفرات إليها من تركيا، بدلاً من 58 في المئة وهي الكمية المتفق عليها مع العراق، داعياً الجميع إلى السعي معاً إلى تلبية الاحتياجات المائية لشعوب الدول الثلاث. وأوضح أن الواردات المائية إلى سورية من تركيا خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، كانت بمعدل 400 متر مكعب في الثانية وما اتفق عليه عام 1987 هو 500 متر مكعب، مشيراً إلى أن الدول الثلاث تواجه حالياً تحدياً كبيراً في إدارة مواردها المائية وكفايتها واستدامتها. ألى ذلك، قال رشيد إن بلاده عانت من جفاف شديد خلال الأعوام القليلة الماضية، وأن قدرة تخزين المياه في العراق تتراجع عاماً بعد عام. وذكر أن العراق يعاني هجرة جماعية من المناطق الجنوبية خصوصاً، بسبب الجفاف الناتج من انخفاض كميات المياه في دجلة والفرات. نشر في العدد: 16955 ت.م: 05-09-2009 ص: 23 ط: الرياض عنوان: أنقرة ودمشق وبغداد اتفقت على محطات قياس مشتركة