بدأ في دمشق أمس اجتماع ثلاثي جمع وزراء الري السوري نادر البني، والعراقي عبداللطيف رشيد، والموارد البيئية والغابات التركي فيسيل أر أوغلو، بهدف معالجة المسائل العالقة بين الدول الثلاث في ما يتعلق بتقاسم مياه نهري دجلة والفرات وإقامة المشاريع المائية المشتركة ومكافحة التلوث وسبل ترشيد الاستهلاك. واتفق الوزراء على ضرورة حل المواضيع كافة والأمور المتعلقة بالمياه المشتركة في حوضي دجلة والفرات ب"الحوار وأن تبقى المياه في ما بينهم جسور تعاون". وكان الوزراء الثلاثة اتفقوا في اجتماعهم الذي عقد في آذار مارس الماضي في مدينة أنطاكيا بعد انقطاع دام 20 عاماً على التعاون في مجال الموارد المائية والاستمرار في عقد الاجتماعات الدورية. ودعا البني إلى"عمل جماعي"في إدارة الموارد المائية المشتركة بين البلدان الثلاثة، في حين أكد أوغلو حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع سورية والعراق واستعدادها لتعاون مثمر وبنّاء في مجال المياه، داعياً إلى الإسراع في إنشاء"سد الصداقة"بين سورية وبلاده على نهر العاصي. يُذكر أن تركيا ترفض التوقيع على"الاتفاق الدولي لاستخدام مجاري الأنهار لأغراض غير الملاحة"الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1997 ويطالب دول المنبع بضرورة التشاور مع دول المعبر والمصب قبل إنشاء أي مشروع أو سد على النهر، فيما يطالب العراق وسورية بتوقيع اتفاق نهائي يحدد حصص كل دولة من مياه النهرين. وكانت الموارد المائية منذ فترة طويلة محور منازعات بين تركيا ودول المصب، خصوصاً بعد اكتمال بناء سد اتاتورك في التسعينات. ويُتوقع أن يكون الوزراء الثلاثة بحثوا في إقامة تركيا سد"اليسو"المثير للجدل على نهر دجلة. وتطالب سورية والعراقتركيا بإطلاق كميات إضافية من مياه الفرات بسبب موجة الجفاف التي تمر بها المنطقة.