انهت القوات البريطانية أمس ستة اعوام من وجودها في العراق بدأت مع الاجتياح الذي اطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين ربيع 2003. وبموجب الاتفاق الموقع العام الماضي بين لندنوبغداد، غادرت قبل ايام القوة المتبقية في العراق الاسبوع الحالي، ويبلغ عديدها حوالى المئة جندي من اصل 46 الفاً شاركوا في الاجتياح. يذكر ان بريطانيا سحبت الجنود المئة التابعين للقوة الملكية البحرية الى الكويت بسبب عدم اقرار البرلمان العراقي اتفاقاً ينظم عمل هذه القوة. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان فترة بقاء قواتنا تنتهي في 31 تموز يوليو، وسحبنا المدربين التابعين للبحرية الملكية بالتزامن مع محادثات مع الحكومة العراقية حول الموقف الاتفاق الجديد". وأشار الى ان مجلس الوزراء العراقي أقر الاتفاق بانتظار مصادقة البرلمان، مضيفاً ان"بريطانيا ستواصل تدريب ضباط الجيش كجزء من قوات حلف الناتو في العراق كما ستقوم بإعداد مدربين تابعين للجيش العراقي". وكان مجلس الوزراء اقر الاتفاق، لكن البرلمان فشل في تحقيق النصاب المطلوب للتصويت عليه، كما بدأت العطلة الصيفية للبرلمان التي تنتهي في الأسبوع الأول من ايلول سبتمبر مع احتمال تمديدها الى حين انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر في 20 أيلول سبتمبر. ويأتي الانسحاب البريطاني بعد يوم من بدء التحقيقات في شأن مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. وقال رئيس لجنة التحقيق السير جون شيلكوت ان التحقيق في شأن المشاركة البريطانية في الحرب بدأ رسمياً الخميس، معلناً استدعاء رئيس الوزراء السابق توني بلير للادلاء بإفادته، مشيراً الى ان اللجنة التي ستعلن استنتاجاتها اواخر 2010 على اقل تقدير لن تتردد في اعلان انتقاداتها. ويأتي الانسحاب بعد خمسين عاماً من موعد انسحابها السابق من العراق في ايار مايو 1959، عندما غادر آخر جنودها من قاعدة الحبانية العراقية في الثلاثين من حزيران يونيو وفقاً للاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. نشر في العدد: 16920 ت.م: 01-08-2009 ص: 8 ط: الرياض