زادت"زرقة السماء"الصافية نهار أمس، في حماسة أهالي قضاء المنية - الضنية للاقتراع في يومهم الانتخابي الطويل. وطغت الاعتبارات السياسية في هذه الدورة، على العصبيات العائلية الطاغية أساساً في المنطقة، في تحديد خيارات الناخبين البالغ عددهم 96745 ناخباً. إذ لامست نسبة المقترعين ال 50 في المئة في عدد من القرى والبلدات ال 48 التي يتشكل منها الاقليم الأخضر الجميل. الحماسة اللافتة عزاها نائب الضنية الدكتور أحمد فتفت الى"وضوح الرؤية لأهالي المنطقة في تحديد خياراتهم السياسية، والتي من شأنها أن تؤثر في مصير بلادهم ككل". لكن نهار المنية - الضنية الانتخابي لم يسلم من الشوائب، سواء في سقوط أسماء ناخبين عن لوائح الشطب الرسمية، أو في"طريقة تعاطي بعض رؤساء الأقلام مع المقترعين من ذوي الاتجاه السياسي الواضح، لجهة عرقلة اقتراع هؤلاء وعدم الاسراع في عملية الاقتراع"، بحسب النائب فتفت الذي سارع الى الاتصال بالجهات السياسية والأمنية المختصة لمعالجة تلك الإشكالات فوراًً. أياً يكن، كان اللون الأزرق طاغياً على خيارات أهالي المنية - الضنية. فالتزمت غالبيتهم اسقاط اللائحة الثلاثية الوحيدة أحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز وهاشم علم الدين في صناديق الاقتراع"زي ما هييّ". ناخبو كفرحبو المسيحيون والمسلمون عددهم الاجمالي 2617 ناخباً استيقظوا باكراً وبدت عليهم حماسة فاترة انعكست في الهدوء الذي كان مخيماً على البلدة والذي لم يقطعه سوى قرع أجراس كنيسة مارجرجس ايذاناً ببدء قداس الأحد، لكن ما أن انتهى القداس في العاشرة والنصف صباحاً، حتى ارتفعت حرارة الاقبال على مركز الاقتراع الوحيد في البلدة، سواء من المسيحيين أو المسلمين، فيما قاطعت فئة أخرى العملية الانتخابية كلها، وهي جماعة"شهود يهوه"الذين يحرّمون"كل هذه الخزعبلات"، على ما قاله لنا أحدهم رافضاً ذكر اسمه. أما بخعون، كبرى بلدات الضنية، فشهدت حماسة انتخابية قوية، بسبب التنافس العائلي الحاد في البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها 6384 شخصاً. الأمر الذي انعكس حماوة في الاقتراع، إذ تخطت نسبة ال 40 في المئة عند الثالثة بعد الظهر. والى البعد العائلي للانتخابات في بخعون، ثمة عامل سياسي لعب دوره في تحديد خيارات الناخبين."سماؤنا زرقاء منذ بدء التكوين، ولا يمكن أن نقترع لمصلحة من يتحالف مع من يعتبر 7 أيار مايو 2008 يوماً مجيداً... حتى ولو كان المرشح من عائلتي"، بحسب أحمد الصمد الذي قدم من الكويت للادلاء بصوته. وفي سير، عاصمة الضنية وبلدة الاصطياف الأولى في المنطقة، كانت الشوارع أشبه بيوم العيد. الناس في كل زاوية، وبائعو السندويش يلهثون لتلبية حاجات الماكينات الانتخابية. بائع مناقيش قال:"مكتب أحد المرشحين أوصاني ب 500 منقوشة بزعتر في مقابل 450 ألف ليرة 300 دولار. يا هيك الانتخابات يا بلا". ناخبو سير عددهم 5238، بلغت نسبة الاقتراع أكثر من 35 في المئة عند الرابعة عصراً، و"الخير لقدام"، كما أكد أحد رؤساء الأقلام. أما الوصول الى السفيرة، فيعني مجاورة الغيوم. شوارعها الضيقة غصّت بحركة انتخابية كثيفة، انعكست زحاماً في مركزي الاقتراع في البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها 4421 شخصاً، اقترع منهم أكثر من 50 في المئة حتى الخامسة عصراً. شوارع المنية كانت تغلي أمس. ناخبوها ال 17537 توزعوا جماعات وفرادى في أرجاء البلدة الممتدة الأطراف والتي يلعب فيها العصب العائلي على وتر حساس، فضلاً عن زحمة غير مسبوقة في عدد المرشحين..."الأمر الذي يهدد البلدة فعلاً بفقدان مقعدها النيابي الذي يشغله اليوم النائب هاشم علم الدين، بسبب توزع الأصوات وتفتتها هنا وهناك على أبناء المنية الطامحين الى دخول جنة الندوة البرلمانية"، بحسب المواطن أحمد زريقة.