صادق برلمان كردستان على مسوّدة دستور الإقليم بالغالبية المطلقة. ومن المقرر أن يعرض على الاستفتاء في 25 من تموز يوليو المقبل، بالتزامن مع الانتخابات العامة، فيما انسحب سبعة نواب من الجلسة احتجاجا على تعديل أدخله رئيس الاقليم مسعود بارزاني"ارضاء للإسلاميين من دون موافقة البرلمان". وتلت لجنة كتابة الدستور نص المسودة باللغتين العربية والكردية، وصوت لمصلحته 96 نائبا وعارضه نائب واحد فقط من أصل 97 نائبا حضروا الجلسة وغاب عنها 14 نائباً. وقالت النائب كويستان محمد في تصريح الى"الحياة":"انسحبنا من الجلسة 7 نواب احتجاجا على مساعي اقرار الدستور بصورة غير شفافة وبعد أن اجرى رئيس الاقليم تعديلات عليه ارضاء للقوى الاسلامية من دون أن يرجع الى رأي النواب، وهذا أمر لن نقبل به". وأضافت ان"الدستور هو المرجع الاعلى وهو اساس كل القوانين والتشريعات، النواب اطلعوا على المسودة النهائية للدستور بعد تعديلها، قبل اربع وعشرين ساعة، وهم يريدوننا أن نصادق عليها من دون أن نبدي رأياً". وتابعت:"نحن غير راضين لأن مسودة الدستور الحالية تجعل كل السلطات القضائية والتشريعية في اقليم كردستان شكلية بالمقارنة مع الصلاحيات الواسعة التي تمنحها هذه المسودة لرئيس الاقليم وهذا يهدد مبادئ الديموقراطية والحرية". والنواب المنسحبون هم اعضاء في قائمة"التغيير"التي يرأسها نائب الامين العام السابق ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"نوشيروان مصطفى. وكانت كويستان محمد استقالت من رئاسة للكتلة الخضراء التابعة لحزب طالباني وانضمت الى القائمة. وجاء في بيان للقائمة أنها"تعلن للرأي العام أن أي قرار صدر من برلمان كردستان أو سيصدر عنه بعد الرابع من حزيران يونيو الجاري باطل ولا اساس له، اذ أن الدورة البرلمانية الحالية انتهت في الرابع من الشهر الجاري ولا يحق للبرلمان اصدار اي قرار بعد هذا التاريخ". الجماعة الاسلامية الكردستانية من جهة أخرى قال القيادي في"الجماعة الاسلامية الكردستانية"زانا روستايي أن مؤيدي قائمة"الخدمات والاصلاح"المكونة من اربعة احزاب كردية بما فيها"الجماعة"أحرار في الادلاء بأصواتهم لأي من مرشحي رئاسة الاقليم، نافيا أن يكون هنالك أي توجيه من القائمة بالتصويت لبارزاني. وأضاف في تصريح الى"الحياة"أن"رسالة قائمة الخدمات والاصلاح تتمثل بالمشروع الاصلاحي الذي قدمته الاحزاب المكونة للقائمة عام 2008 الى رئاسة اقليم كردستان. ليس لقائمتنا أي مرشح ولا ندعم مرشحاً معيناً، ... اتباعنا واعضاء القائمة احرار في الادلاء باصواتهم لأي مرشح يختارونه، ولم نوجه للتصويت لأحد وما يدور من حديث عن دعمنا لبارزاني في الانتخابات المقبلة لا أساس له من الصحة". وعن الإشاعات التي تحدثت عن تلبية مطالب القائمة في دستور الاقليم مقابل ضمان تأييدها بارزاني، أوضح روستايي:"هذه الاحاديث لا اساس لها من الصحة، الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي كانا قدما الملاحظات الضرورية على دستور الاقليم في مذكرة مشتركة في الحادي عشر من ايلول سبتمبر العام الماضي، دستور الاقليم بصيغته الحالية موافقون عليه من دون تحفظ". وتوقع أن تحصل قائمته على ربع مقاعد البرلمان.