تشير النتائج الاولية غير الرسمية لفرز اصوات الناخبين في انتخابات برلمان ورئاسة اقليم كردستان الى تقدم «القائمة الكردستانية» والرئيس الحالي مسعود بارزاني على باقي المنافسين، فيما يتوقع تشكيل تحالف بين قائمتي «الخدمات والإصلاح» و «التغيير» لتشكيل جبهة عريضة للمعارضة في البرلمان المقبل للاقليم الكردي. وتستمر عملية فرز الأصوات التي بدأت مباشرة بعد اغلاق صناديق الاقتراع مساء السبت ولا يتوقع اعلان النتائج النهائية قبل يومين. وحسب مصادر في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» برئاسة بارزاني فإن «القائمة الكردستانية (يتزعمها نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح وتضم الحزبين الرئيسيين) حققت نسباً جيدة من اصوات الناخبين في مجمل مناطق اقليم كردستان، فيما حقق مسعود بارزاني نحو 70 بالمئة». الى ذلك، قال القيادي في «الجماعة الاسلامية» زانا روستايي في تصريح الى «الحياة» إن قائمة «الخدمات والاصلاح» المؤلفة من اربعة احزاب بينها «الجماعة»، «حققت المركز الثالث في الاقليم وفق التوقعات، بعد القائمة الكردستانية وقائمة التغيير التي يتزعمها نيوشروان مصطفى». وأضاف روستايي «بمقدورنا أن نشكل كتلة معارضة قوية في البرلمان، وستتعزز هذه المعارضة أكثر اذا ما تحالفنا مع قائمة التغيير ما سيقود الى تشكيل معارضة قوية». وتوقع روستايي ان تحصل قائمته على «15 مقعداً في البرلمان، ولولا التزوير الذي حدث في اربيل ودهوك خلال الساعتين الاخيرتين لكان من الممكن أن يرتفع عدد مقاعدنا الى اكثر من المتوقع». وتابع «اذا عرضت القائمة الكردستانية التحالف معنا لتشكيل حكومة جديدة فلن نقبل بالتأكيد أن يكون دورنا في الحكومة هامشياً، لكننا من دون شك أقرب الى التحالف مع «التغيير» اذ إننا نتفق على أن كردستان في حاجة الى تغيير فعلي». وكان روستايي اتهم «القائمة الكردستانية» باللجوء الى عمليات التزوير منذ الثالثة عصر السبت، مبيناً أن هذا التوجه يبعث على القلق واستدعى ابلاغ بعثة الاممالمتحدة به. وتشير النتائج الاولية الى تحقيق قائمة «الخدمات والإصلاح» المركز الثالث في محافظتي اربيل والسليمانية بعد «الكردستانية» و «التغيير»، والمركز الثاني في محافظة دهوك بعد «الكردستانية». الى ذلك توقعت القيادية في قائمة «التغيير» كويستان محمد في تصريح الى «الحياة» حصول قائمتها «على 30 مقعداً في البرلمان، لكن هذه النسبة لكانت اكثر لولا التزوير الذي حدث في اربيل ودهوك». وأضافت ان «النتائج ليست نهائية حتى الآن، لذا فليس بالإمكان الإعلان عن شيء مؤكد». ولفتت الى ان «كل تحالف مستقبلي لا بد من أن يتم بعد دراسة ومناقشة في القائمة». وأضافت «أتوقع شخصياً أن سيكون من المهم أن ينشأ تحالف بيننا وبين الخدمات والإصلاح شرط الا يشاركوا في الحكومة، لتشكيل جبهة معارضة قوية». وتابعت «لا استطيع التكهن بما ستؤول اليه الامور اذا ما عرضت القائمة الكردستانية علينا تشكيل حكومة جديدة، فلكل حادث حديث. وهذا الموقف يجب أن يعلن من قبل القائمة رسمياً وليس مني بشكل منفرد أو شخصي». وتشير تقارير صحافية كردية محلية الى حلول قائمة «التغيير» في المركز الاول في مدينة السليمانية، والمركز الثاني في اربيل، وثالثة في دهوك، الا أن نتائج فرز المشاركين في الاقتراع الخاص لم تتم حتى الآن، ما قد يؤثر في احداث تغيير بهذا الترتيب. وحسب مفوضية الانتخابات تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات ال 78 في المئة في عموم مناطق الاقليم، الا أن دهوك سجلت اعلى نسبة مشاركة بلغت نحو 86 في المئة، فيما سجلت اربيل 79 في المئة والسليمانية نحو 76 في المئة. ويتكون برلمان كردستان العراق من 111 مقعداً، 11 منها مخصصة لنظام التمثيل النسبي (الكوتا) وهي 5 للمسيحيين ومثلهم للتركمان ومقعد واحد للأرمن. وعلى الصعيد المسيحي، يبدو أن المنافسة منحصرة بين قائمة «المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري» وبين قائمة «الرافدين» التابعة ل «الحركة الديموقراطية الأشورية» برئاسة النائب يونادم كنا. لكن الأمور تتجه في شكل عام الى تفوق قائمة «المجلس الشعبي» في معظم المناطق المسيحية باربيل ودهوك، بينما لم تدخل القائمتان الأخريان «الحكم الذاتي للكلدان السريان الاشوريين» و «الكلدان الموحدة» دائرة المنافسة الفعلية حتى الآن، نظراً لقلة الاصوات التي اكتسبتها.