ارتفعت حصيلة الوفيات بسبب مرض انفلونزا الخنازير في المكسيك، فيما اعلنت السلطات الكندية عن اصابة خنازير بفيروس"اتش1 ان1"على الأرجح عبر مزارع زار المكسيك، في ما قد يشكل سابقة بالنسبة إلى انتشار المرض الحالي. في كولومبيا، قال دييغو بالاسيو وزير الدفاع الاجتماعي إن كولومبيا رصدت أول إصابة مؤكدة بالفيروس في البلاد. وأعلن وزير الصحة المكسيكي خوسيه انغيل كوردوفا ان حصيلة انفلونزا الخنازير في المكسيك بلغت 19 وفاة بعد وفاة ثلاثة اشخاص الأسبوع الماضي، فيما بلغ عدد المصابين 454 شخصاً. وقال كوردوفا في مؤتمر صحافي:"لدينا 743 حالة مؤكدة، بينها 454 اصحابها على قيد الحياة، فيما توفي 19 للأسف". وأعلنت الوكالة الكندية لتفقد المواد الغذائية انه"تم رصد فيروس اتش1 ان1 لدى قطيع خنازير في مقاطعة البرتا غرب"مؤكدة في الوقت نفسه سلامة المواد الصحية. وقال الدكتور بريان ايفانز من هذه الوكالة انه"من المرجح جداً"ان تكون الخنازير اصيبت بالفيروس عبر مزارع زار المكسيك اخيراً. وهذا المزارع الذي ظهرت عليه اعراض المرض عاد في 12 نيسان ابريل الماضي، الى كندا واستانف عمله في قطاع استغلال الخنازير في 14 من الشهر نفسه. وأضاف ايفانز ان المزارع شفي وكذلك كل الخنازير او هي في طور الشفاء، مشيراً في الوقت ذاته الى ان الفيروس الذي رصد لدى الخنازير هو نفسه الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية حالياً لدى البشر. وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما السبت، انه يفضل اتخاذ الكثير من الاحتياطات بدلاً من عدم اتخاذ تدابير كافية في الولايات المتحدة، فيما بدأت السلطات الصحية تطمئن الشعب بالنسبة إلى هذا المرض مع توخي الحذر في الوقت ذاته. وأكد اوباما في كلمته الأسبوعية:"افضل ان اتحرك الآن بدل ان اتردد واضطر لاحقاً الى مواجهة عواقب اخطر"، مشيراً الى ان العقاقير المضادة للفيروس فعالة. وإذا كان وزير الصحة المكسيكي اعلن السبت ان المرض يبدو"في مرحلة استقرار"في المكسيك الا ان منظمة الصحة العالمية اعلنت انها لا تعرف درجة خطورة الوباء. وقال الطبيب مايكل راين مدير شبكة الإنذار العالمية والتحرك في حال انتشار وباء داخل منظمة الصحة العالمية ان تطور الوضع خلال"الأيام المقبلة في اوروبا"سيتيح تحديد مدى انتشار الفيروس في قارة جديدة. ولم تستبعد السلطات الأميركية ان تكون البؤرة الأساسية للفيروس موجودة في الولايات المتحدة وليس المكسيك. وذكرت السلطات الصحية في نيويورك، ان الفيروس اصاب على الأرجح اكثر من الف شخص في هذه المدينة ، مشيرة الى 63 اصابة تأكدت بفحوص مخبرية. وعولج المصابون جميعاً او هم في طور الشفاء. ووصل الفيروس الى ايطاليا مع تأكيد اول اصابة السبت لدى مريض قد شفي، وكذلك الى ارلندا مع تأكيد اصابة. وفي المانيا احصيت اصابة ثانية بانفلونزا الخنازير لدى شخص لم يتوجه الى المكسيك ما يرفع عدد الحالات المؤكدة الى ست حالات. وتم تأكيد حالتين جديدتين في بريطانيا ليصل عدد الإصابات الى 15. وسجلت حالة ثالثة في اسرائيل لدى اسرائيلي عاد مؤخراً من المكسيك. ورصدت 30 حالة جديدة في كندا ليصل اجمالي عدد الأشخاص المصابين بانفلونزا الخنازير الى 85 شخصاً. وفي اسبانيا بلغ عدد الحالات المؤكدة 20. وظهر المرض ايضاً في آسيا مع وجود حالة في الصين وأخرى في كوريا الجنوبية. وبعد رصد الفيروس لدى مكسيكي وصل الى هونغ كونغ عبر شنغهاي، اتخذت الصين تدابير مشددة جداً شملت فرض حجر صحي وقيود على وسائل النقل الجوي لاحتواء المرض. وكذلك أوصت المكسيك رعاياها"بعدم التوجه الى الصين"رداً على اجراءات مماثلة اتخذتها بكين. وندّدت المكسيك من جهة اخرى بالقرار الذي اتخذته دول من اميركا اللاتينية بتعليق كل الرحلات الجوية او جزءاً منها الى المكسيك مشيرة الى الإرجنتين والبيرو والإكوادور وكولومبيا وكوبا. وأوقع المرض رسمياً 20 وفاة: 19 في المكسيك وواحد في الولايات المتحدة التي اصبحت تعد 159 مريضاً بهذه الانفلونزا. ودعت الولايات المتحدة وكنداوالمكسيك السبت في بيان مشترك على عدم اتخاذ انفلونزا الخنازير ذريعة"للحد في شكل غير مفيد"من التجارة العالمية. وبدأت مصر السبت التخلص من 250 الف خنزير تجري تربيتها على اراضيها، في قرار مثير للجدل اتخذ رغم انه لم تسجل فيها اي اصابة حيوانية او بشرية بانفلونزا الخنازير، فيما اكدت منظمة الصحة العالمية انها لم ترصد"اي عدوى بشرية انتقلت من الخنازير". وتعمل مصر على انتاج لقاح محلي ضد فيروس انفلونزا الطيور في خلال عامين كما اوردت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية. وأوضحت الوكالة ان"الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث والدكتور محمد ربيع رئيس الشركة القابضة للمستحضرات الطبية وقعا اتفاقية تعاون بين المركز والشركة لبدء تنفيذ الإجراءات الخاصة بإنتاج لقاح مصري مئة في المئة لانفلونزا الطيور يعتمد على النتائج التي توصل اليها الفريق البحثي بالمركز". وأضافت ان اللقاح"سيكون متاحاً في السوق المصرية خلال فترة زمنية تمتد من عام ونصف الى عامين". في سورية، قال مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة زياد نمور ان"وزارة الزراعة صادقت على قرار إعدام الخنازير الموجودة في سورية في اسرع وقت ممكن". وأشار نمور الى"وجود عدد من مزارع الخنازير في محافظات حمص وحماه وريف دمشق ودرعا"، موضحاً انه"تم اعلام اصحابها بضرورة اعدام قطعانهم فوراً". وانتقدت اربع منظمات دولية السبت في بيان مشترك تدابير مقاطعة لحم الخنزير التي اتخذتها بعض البلدان على خلفية وباء انفلونزا الخنازير. وأكدت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فاو ومنظمة التجارة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ان لحم الخنزيبر"ليس مصدر عدوى"طالما انه يجرى اعداده طبقاً للقواعد الصحية الأساسية. في الوقت ذاته، اكد مسؤول في البنك الدولي ان هذه المؤسسة مستعدة لمساعدة الدول النامية لمواجهة احتمال انتشار مرض انفلونزا الخنازير. وقال موكش شاولا منسق البنك الدولي لمكافحة الفيروس انه منذ العام 2006 حين واجه العالم انفلونزا الطيور التي كان مصدرها آسيا، اصبحت دول نامية افضل استعداداً لاحتمال انتشار وباء انفلونزا مصدره اميركا الشمالية. وكان البنك الدولي وضع في العام 2006 برنامجاً لمكافحة انفلونزا الطيور بقيمة 500 مليون دولار موجهاً ل 56 دولة تواجه صعوبات وتقع خصوصاً في الشرق الأوسط وآسيا. وأتاحت هذه الأموال تمويل هيكليات لمنع انتشار الفيروس الذي كان يصيب آنذاك الطيور ومواجهة احتمال انتشاره بين البشر كما ذكر شاولا وهو ايضاً مدير شبكة الصحة والتغذية والسكان في بنك التنمية. في اندونيسيا، قال جونغ وا لي القائم بأعمال كبير الاقتصاديين بالبنك الأسيوي للتنمية إن تفشي الانفلونزا الجديدة قد يضر بالتجارة والسياحة في آسيا لكن الدروس المستفادة من انتشار وباء سارز في عام 2003 ستعزز جهود مكافحة آثار المرض. وأشار جونغ خلال مقابلة أجريت في جزيرة بالي السياحية حيث يعقد البنك الآسيوي اجتماعه السنوي، إلى ان تأثير تفشي وباء الأنفلونزا على الاقتصاد قد يأتي في"شكلين: اولاً قد يضر بصناعة السياحة وقدرة العمالة على الانتقال. ثانياً قد يضر بالاستهلاك المحلي من طريق التأثير على نفسية المستهلكين". رجل أمن صيني مع موظفات في فندق في بكين حيث يحتجز مكسيكيون يشتبه في إصابتهم بالإنفلونزا أ ف ب نشر في العدد: 16831 ت.م: 04-05-2009 ص: 17 ط: الرياض