أعلن رئيس شرطة دبي أن المسؤول عن اغتيال سليم ياماداييف، قائد كتيبة"الشرق"السابق، هو قريب رمضان قاديروف، نائب رئيس الوزراء الشيشاني السابق، النائب الحالي فى مجلس الدوما، آدم ديليمخانوف. ولن تسلم السلطات الروسيّة ديليمخانوف إلى دبي. فهو الى قرابته رمضان قاديروف، قائد شجاع وخليفة قاديروف غير الرسمي. وهو رجل يحظى بثقة الرئيس الشيشاني، وينفذ أصعب المهمات. وشارك شخصياً، من قبل، في تصفية موفلادي بايساروف، القائد السابق للكتيبة، وأطلق النار عليه. وتدور الشبهات حول تورط ديليمخانوف في عمليات قتل معارضي قاديروف، وخطفهم. ففي 16 تشرين ألأول أكتوبر 2007 ، قتل أليخان موتساييف، حارس الرئيس السابق ألو ألخانوف، على مقربة من مطعم"كاسبار"بالرصاص. وفي كانون الثاني يناير 2008، بجوار مطعم"كاريتني دفور"، خطف مولادي أتلانغيرييف، المقرب من جهاز الامن الفيديرالي الروسي وقائد عصابة لازان الإجراميّة. ولحق به صديقه ،أربي شاخبييف، الى الشيشان، واختفى هناك. وفي الخريف الماضي، على ضفة سمولينسك بموسكو، اغتيل روسلان يماداييف، النائب السابق في الدوما. والمشتبه الرئيسي في عمليات القتل هذه يتلقى أوامره من آدم ديليمخانوف، وهو وراء اطلاق النار على حافلة ركّاب في وسط موسكو. ولم يوقف أحد في هذه القضيّة. والحق أن قاديروف حقق نجاحاً استراتيجياً يحاكي النموذج المكيافيلي، وخطط تساف دزو العسكرية. وزعزع قاديروف أحلاف منافسيه، وأطاح قوتهم. وفي بداية الحرب، فاق نفوذ آل يماداييف، وهي أسرة كثيرة الأبناء تعادي الحركات الدينية الخليجية، نفوذ رمضان قاديروف، اصغر أبناء مفتي الشيشان الراحل. وبادر قاديروف الى قطع التمويل عن آل يماداييف، وطردهم من أراضيهم، وأنشأ عليها مقره. وأخرجهم من مجلس الدوما. وأصبح رمضان قاديروف زعيم الشيشان، وآل ياماداييف قادة ميدانيين. واستغل قاديروف خطأ بودرودي ياماداييف، وهو شقيق المغدور في دبي سليم ياماداييف. فبودرودي هذا أطلق النار على موكب قاديروف المتوجّه الى المطار. ويومها ترجّل قاديروف من السيارة، وربّت على كتف بودرودي، وألغى زيارته الى موسكو. وأمر بالقبض على أفراد كتيبة"الشرق". وقرر سليم ياماداييف البقاء في موسكو، على أمل الحصول على الحماية في العاصمة. وعندما توجّه بعد أربعة أيام على متن مروحية إلى مقر الكتيبة، وجد أن عناصرها نقلوا ولاءهم الى قاديروف. ولكن لماذا احتاج سليم ياماداييف الى اللجوء الى دبي، ولماذا تخلت روسيا عن قاتل، قبل أشهر، في أوسيتيا الجنوبية؟ ولماذا لم يعيّن وزيراً للدفاع في اوسيتيا الجنوبية او أبخازيا؟ فبلاد الشيشان تنتهج سياسة خارجية مستقلة. وينبغي الاقرار بأنها ليست جزءاً من روسيا، بل هي حليف وفي. ولكن كيف نوضّح للغرب ان الشيشان حليفتنا، وأن الكرملين ليس مسؤولاً عن سياستها الدولية؟ * عن موقع "يجيدنيفني جورنال" الروسي، 6 /4/ 2009، إعداد علي شرف الدين نشر في العدد: 16819 ت.م: 22-04-2009 ص: 28 ط: الرياض