أعلنت القوى الأمنية العراقية في سامراء أمس نجاح زيارة عشرات آلاف الشيعة الى مدينة سامراء لإحياء ذكرى وفاة الامام الحسن العسكري. وفيما شهدت المناسبة صلاة موحدة بين الزوار السنة والشيعة أقامت مدينتا الكاظمية والاعظمية في بغداد صلاة موحدة في مسجد الامام أبو حنيفة النعمان للتشديد على نبذ التفرقة الطائفية. وقال قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح إن زيارة مرقدي الاماميين العسكرييين جرت أمس بنجاح ومن دون أي حوادث أمنية. وأضاف"أن أجهزة الأمن أعدت خطة أمنية متكاملة لاستقبال الزوار من محافظة بغدادوالمحافظات الجنوبية". وأشار فليح الى"أن الإدارة المحلية وأبناء سامراء قدموا كل أنواع الدعم والخدمات تعزيزاً لروح المحبة والتسامح والوحدة الوطنية وطي صفحة الماضي". وشهدت مدن وسط العراق وجنوبه انطلاق عشرات آلاف الزوار الى مدينة سامراء لزيارة مرقد الامامين العسكرين في ذكرى وفاة الامام الحادي عشر لدى الشيعة. وأعلنت السلطات الامنية في بغداد تأمين الطريق الواصل بين بغداد - وسامراء ونشر قوات من الجيش والشرطة على طول الطريق. وتعرض المرقدان العسكريان في سامراء الى تفجير في 22 شباط فبراير عام 2006، ما أطلق أعمال عنف وقتل طائفي في العراق. وأكد قائمقام سامراء محمود خلف تهيئة كافة المستلزمات التي تمكن الزوار من أداء مراسم الزيارة بكل يسر وسهولة. وأشار الى التنسيق بين أجهزة الأمن في صلاح الدين وبعض المحافظات الأخرى التي تقبلت الفكرة بكل سلاسة. وأقام مصلون من السنة والشيعة أمس صلاة الجمعة قرب مرقد الامام العسكري في سامراء، في اشارة الى نبذ التفرقة الطائفية. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعا الثلثاء الماضي الى مسيرة مليونية شيعية سنية مشتركة الى مدينة سامراء واقامة صلاة الجمعة فيها حيث توشك عمليات اعمار القبة والضريح هناك على الانتهاء. وقال الصدر"إن من المصلحة أن أدعو العراقيين لملحمة جديدة تسطر فيها أروع معاني التلاحم العقائدي والوطني، فيكون الشيعي يداً بيد مع السني ويكون السني حاضناً للشيعي، لتكون هذه الملحمة المليونية شوكة بعين الاستعمار والاحتلال". ودعا الصدر في بيان"المؤمنين إلى زيارة مرقد الامامين العسكريين في سامراء المقدسة في ذكرى شهادة امامنا العسكري، أي في الثامن من ربيع الأول، على أن تكون هذه الملحمة مسيرة دينية خالية من السياسة الدنيوية وبعيدة عن الاهواء والاحزاب لنقيم مع اخواننا في سامراء صلاة جماعة او جمعة موحدة في المرقد الشريف". وأكد مدير مكتب الصدر في النجف حازم الاعرجي أن"مكتب الصدر أجرى كل الاستعدادات لانجاح زيارة سامراء". وأضاف في تصريح الى"الحياة":"بناءً على الدعوة التي وجهها السيد مقتدى الصدر لاحياء هذه المناسبة لتكون عنواناً للأخوة العراقية ونبذ الطائفية، تم الاتصال برجال الدين في سامراء ومنهم الشيخ عز الدين السامرائي مفتي سامراء والذين رحبوا بهذه الزيارة وكذلك الصلاة الموحدة التي قامت هناك". وأكد أن"كل المساجد القريبة من الصحن المقدس ستنظم إلى هذه الصلاة"، مشيراً إلى التنسيق مع أجهزة الأمن في بغداد وسامراء من أجل تأمين الطريق". وقال عبدالله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين إن"المحافظة وترحيباً منها بالزائرين، قررت تزويد سامراء بالكهرباء طيلة يوم الزيارة مع زيادة أعداد الصهاريج التي تنقل الماء وأخرى للوقود وإرسال تعزيزات صحية مزودة بأدوية الطوارئ والاسعافات الاولية مع زيادة اعداد سيارات الاسعاف وفرق لمعالجة حالات الاختناق في المجاري". الى ذلك، أقام أهالي الكاظمية والاعظمية أمس صلاة مشتركة في جامع أبي حنيفة النعمان أمها خطيبه وامامه الشيخ أحمد الطه السامرائي. وأكد السامرائي في خطبته التي أعقبت الصلاة، ضرورة الحفاظ على وحدة العراقيين وطي صفحة الماضي المؤلم الذي قوض أواصر الاخوة بين المسلمين. وطالب العراقيين بالتكاتف ولم جراحهم وعدم الاعتماد على السياسيين في هذا الجانب، وقال إن"السياسيين هم من أشعلوا نار الطائفية في البلاد". وفي النجف، رحب الشيخ صدر الدين القبانجي خطيب وامام الحسينية الفاطمية والقيادي في"المجلس الاعلى الاسلامي"بما سماه"علاقات متوازنة مع ايران". وقال إن العلاقات بين الطرفين يجب أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم المساس بالشؤون الداخلية لكلا البلدين. ودعا الأطراف السياسية التي اعترضت على الزيارة الأخيرة لرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الى العراق الى تفهم الاوضاع القائمة. وقال إن"ايران دولة مجاورة، واقامة علاقة حسن جوار معها أمر مطلوب مثلما نقيم علاقة طيبة مع تركيا والسعودية وغيرها من دول الجوار العربية وغير العربية". نشر في العدد: 16773 ت.م: 07-03-2009 ص: 12 ط: الرياض عنوان: صلاة موحدة للسنة والشيعة في الكاظمية والأعظمية