تدخل قناة"العربية"اليوم سنتها السابعة بعد مسيرة مهنية وإخبارية، أثبتت خلالها أنها إحدى أبرز المحطات الإخبارية في فضاء الإعلام العربي، بتقديمها مستوى مهنياً متميزاً، ساهم في تغيير بعض الأنماط الإعلامية التقليدية. وفيما أطلقت غرفة أخبار جديدة وأستوديو حديثاً في تصميمه وتقنياته وطرق العرض، في النصف الأول من السنة الماضية، حققت سبقاً صحافياً في الفترة الفاصلة بين عامي 2008 و2009، اذ اختارها الرئيس الأميركي باراك اوباما ليطل عبرها على العالم في أول مقابلة معه بعد انتخابه، في خطوة تعد سابقة في تاريخ الرؤساء الأميركيين الذين يختارون في العادة الحديث إلى وسائل الإعلام الأميركية قبل التحدث إلى وسائل الإعلام الدولية والأجنبية، ما جعل اسم"العربية"يصل إلى اماكن قد لا تكون مدركة أصلاً لوجود عرب على الكرة الأرضية. ولم يكن اوباما الوحيد الذي أطل عبر القناة خلال السنة المنصرمة، بل أن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خصّ"العربية"بمقابلة حصرية، وكذلك فعل رئيس الوزراء التركي، والرئيسان الباكستاني والعراقي، والأمين العام للأمم المتحدة. ولكن لم تكن طريق"العربية"خلال هذه السنوات مفروشة دائماً بالورود، بل كانت المشاكل في انتظارها، من طرد مدير مكتبها في ايران، الى محاولة اغتيال مدير مكتبها في بغداد، الى فقدان 12 من طاقمها الصحافي والفني في العراق، الى احتجاز مراسل القناة في اليمن، وسواها مما تواجهه مهنة البحث عن المتاعب. ووصف مدير القناة عبدالرحمن الراشد السنوات الفائتة بأنها كانت"ست سنوات حافلة في الإعلام العربي لعبت فيها"العربية"دوراً رئيساً، كانت فيه النافذة لمئتي مليون مشاهد عربي، والمختبر لآلاف من أهل المهنة الإعلامية، وهي اليوم تقود الإعلام العربي نحو معايير إعلامية راقية تحترم عقل المشاهد وفكره". وأضاف:"كانت ست سنوات مليئة بالحروب والنزاعات والمحاكم والصراع الفكري أيضاً، جنباً إلى جنب مع القضايا الإنسانية". وشدد على أن العربية"خلقت للمشاهد في الساحة التلفزيونية أكثر من خيار ومنبر". وعن ابرز التحديات التي واجهتها القناة في سنتها السادسة قال الراشد:"جوبهت بحملة منظمة لكنها لم تفلح، إذ أثبتت أنها اكبر من كل الذين يريدون إسكاتها". وتابع:"في سنتها السابعة الجديدة أحيي كل الزميلات والزملاء العاملين في الميدان والاستوديوات، لأنهم صنعوا هذه الوسيلة، التي بالفعل هي تغير بارز في تاريخ العالم العربي إعلامياً وإخبارياً". وعن استقطابها شخصيات كبيرة منها الرئيس اوباما، قال الراشد:"انا فخور في أن تكون"العربية"محط اهتمام زعماء العالم، لكن الأهم ان خصومها، أيضاً، ولا أريد أن اذكرهم بالإسم، والذين ينتقدونها، هم أيضاً يطلبون الظهور على شاشتها، وهذا بالنسبة الي فخر كبير". واعتبر مدير الإعلام في القناة ناصر صالح الصرامي أن المحطة الإخبارية التي تحتفل بدخولها السنة السابعة،"تسير على خط مهني واضح ومعلن، وأصبحت اليوم تقود الإعلام العربي نحو معايير إعلامية راقية تحترم عقل المشاهد وفكره، لتغير الكثير من ملامح المشهد الإعلامي التقليدي". وأضاف:"نحن اخترنا أن ننقل الحقائق على الأرض للناس كما هي، وأن نقربهم للحقيقة أكثر، وأن نقدم لهم اكبر مقدار من المعرفة، وعليهم أن يتخذوا المواقف والآراء ويعبروا عن أنفسهم". ولفت الى ان"القناة راهنت مبكراً على الخط الإعلامي المتزن، الذي يخاطب عقل المشاهد ولا يحرضه إلا من اجل مزيد من المعرفة، وواجهنا انتقادات حادة من مختلف التيارات والاتجاهات، وفي أكثر من بلد عربي، كما واجهنا ضغوطاً كبيرة وتحريضا علنياً من تيارات متشددة ونافذة، تريد تضليل الجماهير وإبقاءهم مشوشين وموجهين، لكننا استطعنا على رغم ذلك التأسيس لخط مهني جاد ينتشر الآن في شكل ظاهر في الإعلام العربي، ما يجعلنا نفخر بأننا في"العربية"نجحنا في أن نخلق تغييراً في ذهنية المشاهد، بل وفي ذهنية الإعلاميين العرب، حتى وإن كان بعضهم لا يزال عند مرحلة الشك، لكن القناعات التقليدية للإعلام السياسي التحريضي والتعبوي تتزحزح بفضل الممارسات المهنية الإعلامية والتي بدأت تلقى رواجاً عند الكثير من المشاهدين العرب". نشر في العدد: 16769 ت.م: 03-03-2009 ص: 34 ط: الرياض عنوان: عبدالرحمن الراشد : أثبتنا اننا أكبر من كل الذين يريدون اسكاتنا . "العربية" تدخل عامها السابع ب "انتصارات إعلامية" ... وتكريس ل "الصدقية"