تحدّى الرئيس السوداني عمر البشير أمس قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، وزار اريتريا المجاورة لساعات في أول رحلة له إلى خارج البلاد منذ صدور قرار المحكمة بتوقيفه. واعتبر مراقبون أن زيارة أسمرا لا تحمل مخاطر لعدم عبور طائرة البشير أجواء إقليمية أو دولية، إذ أن البلدين المتجاورين لا تفصل حدودهما إلا أمتار تتاخم اريتريا حدود ولاية كسلا في شرق السودان. وقالوا إن التحدي الحقيقي سيكون سفر البشير إلى الدوحة لحضور القمة العربية نهاية هذا الشهر، لكنهم رأوا أن زيارة أسمرا"كسرت حاجزاً نفسياً"، ومنحت الخرطوم دفعة معنوية قوية في ظل الظروف التي تعيشها. وزار البشير أسمرا بصورة مفاجئة، رغم تظاهرات شعبية مطالبة بعدم سفره وصدور فتوى من"هيئة علماء السودان"تقضي بعدم جواز سفره إلى خارج البلاد في ظل الظروف الحالية. وعقد البشير جلسة مغلقة مع الرئيس الاريتري أسياس أفورقي قبل أن ينضم اليهما وزراء من الجانبين. وقال وزير الخارجية السوداني دينق الور الذي رافق البشير، للصحافيين في مطار الخرطوم، إن"الزيارة جاءت استجابة لدعوة من الرئيس الاريتري هدفها تأكيد التضامن الاريتري مع السودان ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير". وبث التلفزيون السوداني مراسم استقبال البشير لدى عودته من العاصمة الاريترية عصراً، واستقبله مسؤولون بهتافات مؤيدة له باعتبار أن زيارته تحد لمن يطالبون بتوقيفه في حال خروجه من البلاد. لكن سكرتير الشؤون الصحفية في الرئاسة محجوب فضل أكد أن الزيارة لم تكن سرية، مشيراً إلى أن ممثلي القنوات الفضائية ووكالات الأنباء كانوا موجودين في مطار أسمرا لدى وصول البشير. وقال وزير الدولة للخارجية السماني الوسيلة إن البشير زار أسمرا للبحث في عدد من الملفات المهمة، خاصة ملف الصومال وملف العلاقات التشادية - السودانية. وأضاف أن عجلة الدولة لن تتوقف لمجرد ما يدّعيه مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بأنه سيعمل من أجل اعتقال البشير مباشرة لدى سفره إلى الخارج، مشيراً إلى أن أريتريا لها علاقات خاصة مع السودان وهناك ملفات مهمة بحاجة لأن تبحث بين الجانبين. وكان البشير قال في مؤتمر صحافي مشترك مع أفورقي في أسمرا إن زيارته جاءت تلبية لدعوة من الرئيس الاريتري لاظهار موقف اريتريا الداعم للسودان و"التأكيد أنها تقف معنا في خندق واحد"، موضحاً أن زيارته لاريتريا تؤكد أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه"لن يؤثر على حركتنا الخارجية والداخلية"وان قرارها"حبر على ورق". أما الرئيس أفورقي فجدد رفض حكومته قرار توقيف البشير، واعتبره سياسياً وسعيا إلى زعزعة الأمن والاستقرار في السودان وتعقيد مشكلة دارفور، وقال إن الأفارقة قادرون على حل مشاكلهم ومجابهة التحديات. ورافق البشير إلى أسمرا وزيرا شؤون الرئاسة الفريق بكري حسن صالح والخارجية دينق الور و مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح عبدالله. نشر في العدد: 16790 ت.م: 24-03-2009 ص: الاولى ط: الرياض