تباينت مواقف خطباء الجمعة في بغداد من سعي الحكومة إلى المصالحة مع البعثيين، وفيما دعا خطيب جامع ام القرى في بغداد محمود الصميدعي الى نبذ التفرقة الطائفية وتكريس مفهوم المصالحة الوطنية، ممتدحا خطوة الحكومة للتصالح مع البعثيين،اكد خطيب جامع الخلاني في بغداد ان"لا مصالحة مع البعثيين وانما عفو بعد ان يعلنوا توبتهم"، منتقدا"تعويض رموز النظام السابق قبل ضحاياه". أما خطيب الجمعة في النجف صدر الدين القبانجي فاعتبر المصالحة"خطوة غير شرعية". إلى ذلك، طالب الشيخ سهيل العقابي، المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الحكومة بإطلاق الصحافي منتظر الزيدي المحكوم ثلاث سنوات سجناً لرشقه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذائه. واعتبر الحكم إدانة لكل العراقيين المناهضين للاحتلال الأميركي. ورحب امام جامع أم القرى محمود الصميدعي بأي"خطوة للتصالح مع البعثيين او غيرهم". وأوضح ان"خطوة الحكومة للتصالح مع البعثيين جيدة. آن الاوان لانهاء الصراعات الحزبية والمذهبية والتفرغ لبناء العراق. وقال امام جامع السامرائي في بغداد الشيخ هاشم الطائي ان"اي شريف وطاهر لن يقبل على الفرقة الطائفية". وناشد معتنقي الفكر الطائفي العودة عنه وقال:"لن تتقربوا بفعلكم هذا لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كما لن تقتربوا من آل بيته". واضاف ان"التفرق أخ للكفر.. دعونا نتقارب فالجميع يعرف ما حل ببلدنا". وزاد:"ارايتم نفاقا ينتشر في بلد كما ينتشر في بلدنا اليوم إذ نستدعي امراض الامة عبر التاريخ". وتابع:"على الجميع سنة وشيعة الوقوف صفا واحدا وطي صفحة الماضي"وحض على توسيع رقعة المصالح الوطنية"لتشمل جميع العراقيين من دون استثناء". امام جامع الخلاني في بغداد محمد الحيدري قال ان"المرجعية الدينية تؤكد وحدة المسلمين لأننا على دين واحد وقبلة واحدة ورسول واحد". واضاف:"في العراق لا فرق بين السنة والشيعة لكن التكفيريين هم من ايقظ نار الفتنة الطائفية". وشدد على ان" لا مصالحة مع البعثيين لكن هناك عفو عنهم شرط ان يتخلوا عن فكرهم وحزبهم ويعلنوا توبتهم". وانتقد اصدار"الحكومة تعليمات بتعويض افراد النظام السابق وعلى رأس الاسماء في القوائم التي تضم مئات الاسماء مدير جهاز المخابرات في ذلك النظام". وقال:"على الحكومة اولا تعويض ضحايا النظام السابق بدلا من تعويض البعثيين"مطالبا الحكومة"بمراجعة موقفها". في النجف، حذر القيادي في المجلس الاعلى صدر الدين القبانجي من"المصالحة مع البعثيين"واعتبرها"خطوة غير شرعية". وقال خلال خطبة الجمعة في الحسينية الفاطمية ان"حزب البعث هو العدو الأول للشعب العراقي، وأي تحالف معه هو تحالف غير مبارك وخطوة غير شرعية والجمهور سوف يرفع يده عن أي كيان سياسي يتحالف مع البعث". وزاد:"نحن لا نتخلى عن شعارنا الاول وهو لا عودة إلى البعث في النظام الجديد". لكن"المصالحة الوطنية مبادرة مطلوبة ضمن شروطها التي منها القاء السلاح والإيمان بالعراق الجديد والخضوع للعدالة وان لا تكون ايديهم ملطخة بدماء الشعب في الوقت الذي يستطيعون فيه ممارسة حياتهم الطبيعية بعد اعادة تأهيلهم". ممثل المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ركز على خطة الانسحاب الاميركي من العراق وقال ان"على الدولة بعد الانسحاب الاميركي بناء الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى على أساس مهني وعسكري وان تبتعد هذه الأجهزة عن الولاءات والانتماءات السياسية وان يربى الفرد فيها على حب الوطن وحقوق المواطن وتقوية الجانب الاستخباراتي". وقال ان"خطة انسحاب القوات الأجنبية من العراق مسؤولية ستلقى على عاتق المسؤولين في الدولة وفي الأجهزة الأمنية المختلفة والمطلوب من الجميع أن يضعوا خططا وآليات لإثبات ان الأجهزة الأمنية قادرة على بسط الأمن والاستقرار وحماية المواطن". نشر في العدد: 16780 ت.م: 14-03-2009 ص: 10 ط: الرياض