شهدت الأحداث المضطربة لعام 2008 خسارة أغنى أثرياء العالم ما يصل إلى نصف استثماراتهم وانخفاض متوسط ثرواتهم إلى ثلاثة بلايين دولار، أدنى مستوى منذ 2003، وفقدان المئات منهم عضويته في نادي البليونيرات. لكن مصيبة أصحاب البلايين التي قدرت"فوربس"خسائرها بنحو تريليوني دولار لم تتعد ما نسبته 4 في المئة من الخسائر التي جلبتها الأزمة المالية والاقتصادية على العالم وخصوصاً أسواق المال والعقار. وفي حين ضمت لائحة العام الماضي 1.125 بليونير لم تتسع لائحة السنة الحالية لأكثر من 793 بليونيراً بعدما التهمت العواصف الملتهبة للأزمة ثروات 373 بليونيراً وغيّب الموت 18 منهم. وكان يمكن المحصلة النهائية أن تكون أسوأ لولا التحاق 38 بليونيراً جديداً بعضوية النادي واستعادة ثلاثة عضويتهم السابقة. وبلغت القيمة الإجمالية لثروات أثرى أثرياء العالم في اللائحة الجديدة، بحسب تقديرات فوربس، 2.4 تريليون دولار منخفضة من 4.4 تريليون دولار في لائحة 2008. وعلى رغم قسوة هذا الانهيار وفداحته، إلا أن رئيس مجموعة"بلاكستون"الاستثمارية ستيفن شوارتزمان الذي تقلصت ثروته الشخصية أربعة بلايين دولار قدر الخسائر بنحو 45 تريليون دولار، ما يعادل 75 في المئة من الناتج العالمي. ولم تنحصر خسائر أصحاب البلايين في أسواق المال والعقار، بل طاولت أيضاً السلع والمعادن والتكنولوجيا وحتى المشاريع الصناعية العملاقة التي وجدت نفسها فجأة عاجزة عن تحقيق الأرباح وحماية أسهمها من الانهيار، لا سيما مع تزايد الاضطراب في أسواق الصرف وتفاقم أزمة الائتمان في أيلول سبتمبر الماضي وتراكم الآثار السلبية لخسائر الوظائف على الإنفاق الاستهلاكي. ولحقت بمؤسس"مايكروسوفت"بيل غيتس خسائر مؤلمة اقتربت من 18 بليون دولار، لكنه استعاد لقب أغنى رجل في العالم وهذه المرة على حساب رفيقه في عالم الأعمال الخيرية وارن بوفيت رئيس شركة"بيركشاير هاثاوي"الذي التهمت الأزمة 50 في المئة من قيمتها السوقية في 2008 وبلغ نصيبه من الخسائر 25 بليوناً. وتكبد رجل الأعمال المكسيكي ذو الأصول اللبنانية خسارة مماثلة متراجعاً إلى المرتبة الثالثة. وجاءت أكبر المآسي الشخصية من نصيب رجل الأعمال الهندي أنيل أمباني الذي خسر 32 بليون دولار، 76 في المئة، من ثروته بعد هبوط أسعار أسهم شركاته العاملة في مجالات الاتصالات والكهرباء والمال. إلا أن أمباني كان واحداً من 24 بليونيراً تكبدوا خسائر فادحة واحتفظوا مع ذلك بعضوية نادي أصحاب البلايين من أصل 53 بليونيراً منحوا الهند لقب البلد الأول في آسيا في عدد أصحاب البلايين العام الماضي. وانتقل اللقب الآسيوي إلى الصين 28 بليونيراً حالياً على رغم أن نكبة الأسهم الصينية لم تقل فداحة عن جارتها الهندية التي خسرت بورصتها 44 في المئة من قيمتها السوقية وإن كانت أسواق الصرف ساهمت سلباً في تقويم ثروات البليونيرات الهنود بحيث انخفض سعر صرف الروبية العام الماضي 18 في المئة. وتكرر تبادل الألقاب على صعيد المدن، فبعدما تفوقت موسكو على نيويورك في عدد البليونيرات في لائحة 2008 استعادت الأخيرة موقعها في لائحة 2009. وحدث التطور المفاجئ جراء انخفاض عدد أصحاب البلايين الروس من 74 إلى 27 بليونيراً في مقابل تقلص عدد بليونيرات نيويورك من 71 إلى 55. وترافق ذلك مع ارتفاع حصة أميركا من ثروات وعدد أصحاب البلايين في شكل طفيف إلى نحو 45 في المئة على رغم خسارة 110 بليونيرات مواقعهم في الخانة الأميركية. وعلى رغم أن عدد أصحاب البلايين الخاسرين يزيد على 650 بليونيراً، إلا أن 44 أضافوا إلى ثرواتهم ونجحوا بفضل مشاريع تراعي حاجة المستهلك إلى الاقتصاد في الإنفاق في أوقات العسرة أو توقع الانهيار أو الانسحاب من أسواق المال في الوقت المناسب، لا سيما أن 80 من مئات البليونيرات الذين فقدوا عضويتهم في النادي تكبدوا خسائرهم في البورصات.