تشهد الرياض اليوم قمة عربية مصغرة تضم السعودية وسورية ومصر، تسبق القمة العربية ال21 المقررة نهاية الشهر الحالي في الدوحة، وتهدف إلى تنقية الأجواء العربية وتوحيد المواقف من قضايا المنطقة، في وقت ابدى الرئيس السوري بشار الاسد تفاؤله بأجواء المصالحة العربية. وأعلن في الرياض أمس أن الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد سيزوران السعودية اليوم. وجاء الإعلان في بيانين منفصلين اوردتهما"وكالة الأنباء السعودية"التي اوضحت أن كلا من مبارك والأسد سيصل إلى الرياض اليوم في زيارة للمملكة يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سيبحث معهما في"العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة الى القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وتردد في الرياض ان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد ينضمان إلى القمة الثلاثية، لكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصدر رسمي. وذكر الديوان الملكي الأردني في بيان أن الملك عبدالله الثاني ناقش مع الرئيس مبارك في اتصال هاتفي أمس"الجهود المبذولة لتحقيق التضامن العربي وبلورة موقف موحد لمواجهة التحديات المشتركة، خدمة للمصالح العربية". ورفضت مصادر رسمية مصرية توقع نتائج لقمة اليوم، وقالت ل"الحياة"ان"المصالحة تعني أن حال خصام وخلافات كانت سائدة، وتحقيق التوافق وحل الخلافات والوصول الى اتفاقات أمر لا يناقش في وسائل الإعلام". لكن مصادر عربية أكدت على أن الموقف المصري - السعودي يقوم على"ضرورة التوصل الى اتفاقات في السياسات العربية تجاه الملفات المعقدة والمعضلات التي تواجه النظام العربي حتى لا تتحول المصالحة الى أمر شكلي تتفجر بعده الخلافات عند أول محك". واشارت المصادر الى أن القاهرةوالرياض لاحظتا خلال الفترة الماضية تجاوباً كبيراً من جانب دمشق في اتجاه إنهاء الخلافات بشكل نهائي مع العاصمتين، وأن مصر والسعودية تجاوبتا مع الموقف السوري. وكان خادم الحرمين تلقى اول من امس رسالة من مبارك نقلها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان، بعد زيارة غير معلنة الى القاهرة قام بها وزير الخارجية السعودي. وامس تلقى الملك عبدالله اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون تم خلاله بحث العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. وفي دمشق، اعرب الاسد امس عن"التفاؤل بأجواء المصالحة العربية"، مشدداً على أهمية"الوقوف على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين وحثهم على توطيد المصالحة لتعزيز موقفهم على الساحة الدولية". وجاء كلام الرئيس السوري لدى استقباله كلاً من وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ورئيس الديوان الملكي الاردني ناصر اللوزي. وافادت"الوكالة السورية للانباء"سانا بأن الاسد سيتوجه اليوم الى الرياض"للقاء اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز". وتأتي زيارة الرئيس الاسد الى الرياض، وهي الاولى منذ مشاركته في القمة العربية بداية 2007، بعد تسلمه دعوة رسمية من الملك عبدالله الاسبوع الماضي نقلها وزير الخارجية الامير سعود الفيصل عقب زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى السعودية في وقت سابق. وافاد ناطق رئاسي سوري ان الاسد استقبل امس الشيخ عبدالله بحضور الوزير المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، واوضح ان الحديث تناول"التطورات والاجواء العربية قبل انعقاد قمة الدوحة واهمية التشاور والتنسيق بين الدول العربية بشأن مختلف المواضيع وخصوصاً الموضوع الفلسطيني للوصول الى مصالحة فلسطينية - فلسطينية يسودها الوفاق والوئام بين جميع الاطراف". ونقل عن الاسد إعرابه عن"التفاؤل بأجواء المصالحة العربية وعن امله بنجاح القمة"في الدوحة. كذلك تلقى الاسد رسالة شفوية من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني"تتعلق بالمستجدات في المنطقة وتطور العلاقات الثنائية على جميع الصعد لما فيه مصلحة شعبي البلدين". ونقل اللوزي الى الرئيس السوري"دعوة لزيارة الاردن وعد الاسد بتلبيتها في اقرب فرصة ممكنة". وافاد الناطق ان اللقاء الذي حضره وزير الخارجية الاردني ناصر الجودة والمعلم وشعبان، تناول"الاوضاع على الساحة العربية في ظل الاجواء الايجابية السائدة مع اقتراب موعد انعقاد القمة المقبلة في الدوحة والاوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل تعزيز المصالحة الفلسطينية". ونقل عن الاسد تأكيده"ضرورة الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين وحثهم على توطيد المصالحة لتعزيز موقفهم على الساحة الدولية. كما شدد على اهمية الارتقاء بالعلاقات العربية - العربية والاتفاق على التفاصيل والمصطلحات والاعداد الجيد لقمة الدوحة لتوحيد الموقف العربي الذى يحمي مصالح العرب وحقوقهم". نشر في العدد: 16777 ت.م: 11-03-2009 ص: الأولى ط: الرياض