العصافير مصطلح يطلق على المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي، أي"العملاء والجواسيس"، حيث درج هذا المصطلح في أدبيات الأسرى الفلسطينيين منذ الانتفاضة الكبرى 1987 وحتى اليوم. وتتمثل مهمات العصافير داخل السجون الإسرائيلية، باستدراج المعتقل والحصول على أكبر قدر من المعلومات والاعترافات، منتحلين شخصيات دينية ووطنية وسياسية. فبعد أن يتم جلب المعتقل الى غرف التحقيق، ويتم استجوابه وتعذيبه، يجرى تحويله الى زنزانة انفرادية، تكون على يمينه وعىيساره مجموعة من المتعاونين مع الاحتلال، يحاولون خداعه، ويوهمونه بأنهم من قادة العمل الوطني والإسلامي. بعد ذلك يحول المعتقل الى سجن. وكما هو متعارف ينبغي على المعتقل الالتزام بأحد الفصائل، ولكنه في هذه المرحلة يرسل الى معتقل وهمي يكون جميع الذين في هذا المعتقل من العصافير يشكلون أكاديمية متكاملة، لو نظرت الى وجوههم تحسبهم علماء ومشايخ، ولو سمعت لسانهم تعتقد بأنك أمام الخليفة عمر. ويروي هنا أحد قادة المقاومة قصة تتعلق بالعصافير، فبعد اعتقاله والتحقيق معه، لم يعترف، وأيضاً كان نبيهاً، فلم تستطع أكاديمية العصافير النيل منه وأخذ أي اعتراف، فهدده الشاباك الإسرائيلي بالإبعاد الى جنوبلبنان، فلم تتأثر معنوياته فنُقل بواسطة طائرة مروحية الى جنوبلبنان المحتل يومها، وتم إنزاله من الطائرة وتركه يسير لمسافة طويلة، وأثناء سيره في الجبال والأحراج انقضت عليه مجموعة مسلحة وملثمة تحمل شعارات"حزب الله"اللبناني، حققت معه على أنه عميل للاحتلال، فوقع في الفخ واعترف بأنه قائد ومناضل وأنه يتبع لفصيل ما ولقائد ما، وهنا وقع القائد في فخ أكاديمية العصافير، إذ كان هؤلاء الملثمون من عصافير الاحتلال في جنوبلبنان. هناك الكثير من القصص والغرائب التي يقع فيها أسرانا، فعلى شبابنا الذين يقعون في الأسر أن يحافظوا على كلامهم وتصرفاتهم، فخير الكلام ما قل ودل، وإن سقطت معلومة هنا أو هناك أمام العصافير فلينكرها أمام ضباط الشاباك. حسام الدجني - بريد إلكتروني