يستنجد المواطن الغزي سمير عصفور بوسائل الاعلام والصحافيين في خيمة التضامن مع الأسرى في مدينة غزة، لمساعدته في فضح ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تعتقل ابنه أحمد (21 سنة) منذ نحو سنة، على رغم اصابات كثيرة مزقت جسده الغض من شظايا صاروخ اسرائيلي. ويزيد الحزن على ابنه أحمد وجه المواطن عصفور الأسمر عبوساً وهو يشرح ل «الحياة» ما حصل لفلذة كبده، ومعاناته وأفراد أسرته جراء منعهم من زيارته منذ اعتقاله في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويبحث عصفور عن أي وسيلة لشرح قضية ابنه وحوالى 7500 أسير ومعتقل فلسطيني تحتجزهم سلطات الاحتلال في سجون بعيدة جداً من أماكن سكناهم وتمنع ذويهم منذ سنوات طويلة من زيارتهم، ويُبدي استعداده للذهاب الى محكمة جرائم الحرب أو محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي في سبيل ذلك واطلاق ابنه. ويتهم عصفور سلطات الاحتلال الاسرائيلي باعتقال نجله من دون وجه حق أثناء توجهه الى مستشفى سان جون في مدينة القدسالمحتلة، بعدما حصل على تصريح يخوله بالسفر عبر حاجز بيت حانون (ايرز). ويوضح عصفور إنه كان برفقة ابنه أحمد عندما اعتقله جنود الاحتلال وأرغموه على العودة الى بلدته عبسان الجديدة، شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة. وأضاف أن أحمد كان في طريقه لتلقي العلاج من اصابات بليغة مزقت جسده، عندما أطلقت طائرات من دون طيّار ثلاثة صواريخ باتجاهه بينما كان برفقة أربعة أطفال صغار قرب منزله في أحد أيام العدوان الاسرائيلي على القطاع في التاسع من كانون الثاني (يناير) 2009. وأوضح أن أحمد أصيب في عينه اليسرى، وكسر في فكه، وتم بتر جزء كبير من أمعائه، واستئصال البنكرياس، وقطعت أصابع اليد اليسرى، وتعطلت اليد اليمنى تماماً عن الحركة بسب تهتك العظام والأعصاب فيها، إضافة الى إصابته باصابات بالغة في ساقية وقدميه، ما حال دون قدرته على ممارسة حياته مثل بقية البشر. واستنكر عصفور اعتقال ابنه المصاب وحرمانه من تلقي العلاج. واتهم جنود الاحتلال عند حاجز «ايرز» بسرقة 2500 دولار و1500 شيكل كانت في حوزته، فضلاً عن هواتف نقالة وأدوية. وقال إن محاميه استطاع أن يعيد له الهواتف النقالة ودواء الأنسولين فقط من بين مجموعة كبيرة من الأدوية لابنه. وأضاف أن الضباط الذين حققوا مع أحمد أرغموه على التوقيع على اعترافات لم يعترف بها، وانما وقع عليها أثناء حال الإغماء التي تصيبه بين الفينة والأخرى. وذكر عصفور أن محكمة اسرائيلية حكمت على ابنه في 19 الجاري بالسجن مدة سنتين ونصف السنة. وأعرب عن أمله بأن توافق المحكمة الاسرائيلية على طلب محاميه الذي سيتقدم ب «استرحام» لخفض مدة محكوميته بسبب وضعه الصحي، كي يعود الى مقاعد الدراسة في كلية الاعلام في جامعة الأقصى في غزة.