تتهيّأ تونس لاستقبال برنامج احتفالي ضخم يحتوي على 100 مهرجان، بمشاركة بلدان عدّة ضمن تظاهرة"القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية"التي تفتتح في العاشر من آذار مارس المقبل. واختارت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم والثقافة"إيسيسكو"القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009، لتخلف بذلك مدينة الاسكندرية التي اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2008. وأفادت وسائل إعلام حكومية بأن الحكومة التونسية خصّصت قرابة مليون دولار لتزيين أبرز معالم مدينة القيروانالتونسية التي ستكون وجهة للزوار ومحط أنظار العالم الاسلامي. وأشارت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ان افتتاح هذه التظاهرة"المهمة"سيكون بعرض فني ضخم سيركز على الابهار من خلال الصوت والصورة بعنوان"القيروان الخالدة". وحفاظاً على رمزية الاحتفال ستفتتح التظاهرة بعرض"القيروان الخالدة"الذي يروي تاريخ القيروان منذ تأسيسها وحتى الآن في 10 آذار مارس المقبل المتزامن مع ليلة المولد النبوي الشريف الذي تشهد خلاله القيروان احتفالات متميزة عن باقي مدن البلاد. وقال عبد الرؤوف الباسطي وزيرالثقافة التونسي ان"تونس الحداثة تسعى من خلال هذا الحدث الى استعادة ماضيها الخالد وابراز ما تزخر به من إرث حضاري ساهم ولا يزال في تغذية الفكر الاسلامي". واضاف ان عطاء القيروان لم ينضب الى اليوم وهي لا تزال مركزاً للابداع وعاصمة للاشعاع الثقافي. ويشمل برنامج"القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية"نحو 100 مهرجان متنوع بين الموسيقى والشعر والندوات والمسرح والسينما وعرض الاصدرات وعروض للازياء والفولكور الاسلامي، اضافة الى معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الاسلامية. وقال المنظمون إن بلداناً عدة ستشارك في عروض فنية من بينها المغرب وليبيا ومصر وسورية وتركيا واسبانيا والجزائر. ويعود تاريخ القيروان التي تعرف باسم عاصمة"الاغالبة"الى عام 50 للهجرة 670 ميلادي عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع، وكان هدفه ان يستقر فيها المسلمون اذ كان يخشى ان رجع المسلمون عن أهل افريقيا ان يعودوا الى دينهم. والقيروان وهي أحد أقدم المدن الاسلامية، هي في الاصل كلمة فارسية دخلت الى العربية وتعني مكان السلاح ومحط الجيش وموضع اجتماع الناس عند الحرب. ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي حيث كانت تلعب دورين هامين هما الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح كان الفقهاء يخرجون منها ليعلموا العربية وينشروا الاسلام. وتشتهر القيروان الواقعة وسط البلاد وتبعد 160 كيلومتراً من العاصمة بمعالمها التاريخية الضاربة في القدم منذ العهد الاسلامي على غرار جامع عقبة بن نافع، اضافة الى بيت الحكمة الذي أنشأه ابراهيم الثاني الاغلبي في عام 289 هجري 902 ميلادي. كما تعرف القيروان بصناعة حلويات"المقروض القيرواني"وبصناعة المفروشات منذ القدم والتي توارثها الجيل الجديد عن آبائه. ومن المقرر إقامة مهرجان للزرابي نهاية الشهر المقبل ضمن برنامج الاحتفالات. وسترصد"إيسيسكو"جائزة لأحسن منتج في الصناعات التقليدية في القيروان. كما ستقام ندوات فكرية وعلمية حول"القيروان واشعاعها عبر العصور"و"الطب والاطباء في القيروان". نشر في العدد: 16744 ت.م: 06-02-2009 ص: 27 ط: الرياض عنوان: التحضير ل"القيروان عاصمة ثقافية اسلامية"