أكد الرئيس التركي عبدالله غل أن"الحنكة السياسية والقيادة الماهرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدت إلى تطوير الأوضاع الاقتصادية، وترسيخ الموقع السياسي للمملكة في جميع المحافل الدولية، وهذا أمر مشهود له من جميع المراقبين"، مشيراً إلى"ان المملكة وتركيا تسعيان إلى إرساء سبل الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط"، وقال:"نحن بلدان مهمان في هذه المنطقة، لذلك نهتم بالقضايا الإقليمية والدولية وأفكارنا ورؤيتنا متطابقة بالنسبة إلى جميع هذه القضايا، ونوليها أهمية كبرى، ونحن في تشاور مستمر سياسياً بالنسبة لهذه الأمور لإرساء الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة، لما فيه مصلحة الشعوب". وأضاف الرئيس التركي في كلمة القاها تحت قبة مجلس الشورى السعودي أمس:"نقدر مبادرات المملكة وسعيها إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة بجهود بناءة، بسياستها الخارجية المهمة والمتطورة والهادفة، والمملكة أبدت جهودها الكبيرة للم الشمل وحل المشكلات الموجودة في المنطقة بقيادة خادم الحرمين، وأبدت توجهات معينة لإرساء سياسة خارجية جديدة في المنطقة، لذلك فإن الرياض وأنقرة متطابقتان في الرؤية والنظرة لهذه الأمور وإلى أمور المنطقة". وأوضح ان"المملكة قدمت مبادرة السلام العربية لإنهاء النزاع الفلسطيني، وهذه جهود تقدرها تركيا وتثمنها، كما أن جهود خادم الحرمين المادية والمعنوية لمعالجة الجرح النازف في المنطقة، وجمعه الفرقاء الفلسطينيين في مكةالمكرمة لخدمة القضية الفلسطينية ولتوحيد جهودهم أمور نقدرها جميعا. فقد بذل جهوداً جبارة في هذا المجال، وساندنا هذه الجهود بكل قوانا، ولو كانت هذه الوعود التي قطعت في ذلك المكان الشريف طبقت فإنني واثق بأن القضية الفلسطينية ستكون في موقع القوة حالياً، ولم نكن لنعيش تلك المآسي التي حدثت في الفترة الأخيرة". وانتقد الرئيس التركي وجود دولتين فلسطينيتين وقال:"كيف تنظرون الى وجود دولتين فلسطينيتين، إنه أمر مؤلم. ولذلك فإن رؤيتنا هي لم شمل الشعب الفلسطيني وشمل الشعب العربي والإسلامي وتوحيد كل الجهود لما فيه خير المنطقة وشعوبها، وهذه مسؤولية مهمة تقع على عاتقنا جميعاً". ولفت إلى ان"علاقاتنا يجب أن تتطور أكثر، وكان تطورها بمبادرات خادم الحرمين الشريفين وبقيادته وحنكته السياسية الكبيرة، فقد زار بلدنا مرتين خلال عامي 2006 و2007، وأدت هاتان الزيارتان إلى فتح صفحة جديدة ولذلك أشكر خادم الحرمين الشريفين عليهما". وأوضح في كلمته ان بلاده"مرتبطة بروابط تاريخية ودينية مع المملكة، ونولي لهذه العلاقات أهمية خاصة كبيرة، وهذا يدل على تنامي هذه العلاقات، وأتمنى تطويرها". وأكد أن"هناك العديد من السعوديين الذين يزورون بلدنا، وهذه الزيارات تؤدي إلى تنمية العلاقات الأخوية بين أفراد الشعبين، ونحن نتمنى أن تكون الزيارات متبادلة أيضاً بين المسؤولين وأفراد الشعب، لأن هذه الزيارات تدل على عمق الأخوة والصداقة بين الشعبين الشقيقين، ونحن نرى أن اخوتكم في تركيا الذين يعملون في المملكة ونتمنى أن يكون لهم السبق في تنفيذ المشاريع الكبيرة لخدمة بلدينا وخدمة مصالحنا الاقتصادية". ورأى ان"تنامي المصالح والطاقات المتاحة في البلدين أمر مشهود له، ولذلك فإن تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وبين أعضاء مجلسي الشورى والشعب أمر مهم جداً لتنمية هذه العلاقات وتطويرها بين شعبينا". واشار الى"التوقيع على اتفاقات في قطاع المواصلات والنقل البحري، وقد تم التصديق عليها من مجلس الشورى السعودي ومجلس الشعب التركي ومن السلطات المختصة". وتابع:"إن العالم تغير حالياً، وكل الناس يشاهدون كل ما يجري على الساحة الدولية ببث مباشر، ولذلك فإن الآلام تكون لنا جميعاً، ولكننا يجب ألا نتفرج على هذه الآلام، بل نبادر بما في وسعنا للم الشمل ووقف نزيف الدم وإنهاء المأساة التي تحدث في هذه المناطق، وتركيا والمملكة متطابقتان في الرؤية الى هذا الموضوع، وأرى أن المملكة تساند جهودنا، كما نحن نساند جهود المملكة العربية السعودية". وأشار الرئيس التركي إلى ان"ديننا الإسلامي الحنيف يعاني من العمليات والإجراءات المشؤومة من المتطرفين والتي تلقي بالضلال على ديننا الإسلامي السمح". وأضاف:"ديننا دين المحبة والإخاء لا علاقة له بالإرهاب والإرهابيين الذين يمكن أن يخرجوا من أي مجتمع آخر. ولذلك يجب ألا تكون هذه الحوادث منصبة على سمعة الإسلام، وهذه المقولات تؤدي إلى الخوف من الإسلام، حيث تنتشر هذه المفاهيم في كل أنحاء العالم، ولذلك يجب أن نتعاون في التصدي للإرهاب، ومن هذا المنطق، فإننا نقدر ونثمّن عالياً جهود الملك عبدالله في مبادرة حوار الأديان، وقد ساندنا ذلك بقوة، وكما تعلمون فإن تركيا واسبانيا رعتا مبادرة حوار الحضارات بتبن من الأممالمتحدة". من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد أن المجلس دأب على استضافة عدد من زعماء الدول ورؤسائها الذين خاطبوا الشعب السعودي من منبره، وكان لحديثهم أثره الواضح في مسار العلاقات التي تربط المملكة وشعبها بالشعوب، مشيراً في كلمته إلى أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي نظراً لخصوصية العلاقة التي تربط بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين، سواء في إطارها الثنائي أو الإقليمي والإسلامي.