دعا الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة"مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"دول مجلس التعاون إلى"العمل الحثيث لاستكمال عملية التكامل القائم في ما بينها إلى جانب السعي المتواصل لتحقيق وحدتها ومراجعة سياساتها الاقتصادية بشكل جدي، ليكون هدفها بناء اقتصادات وطنية تعود فائدتها على شعوب دول الخليج لا على الملايين الوافدة من العمالة الأجنبية". وقال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الرابع لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي عقد برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي:"إن دول الخليج تقع في أكثر المناطق خطورة واستقطابا إقليميا ودوليا، وتعاني من تهديدات أمنية واقتصادية واجتماعية وديموغرافية وتحتاج إلى سياسات حكيمة عاجلة لا تحتمل التأجيل". وأشار إلى مفهومي الهوية والمواطنة، موضحا أنهما"متقاربان ومتداخلان بشكل كامل إذا كانت الدولة تجسد جماعة ذات هوية واحدة"، لافتا إلى أنه في"عالم اليوم أكثر من 190 دولة. شكّل مفهوم المواطنة المعيار الذي تقوم عليه هذه الدول على رغم أن الكثير منها لا تحوي هوية واحدة فقط، وبعضها قد يكون نجح وبعضها قد يكون فشل في صوغ هوية واحدة تلغي الهويات الأخرى فيها". وزاد ان"الربط بين المفهومين لن يكون بالأهمية نفسها لو أن العالم لم يشهد منذ عقود عدة تطورات مذهلة وسريعة لم تكن مسبوقة في التاريخ، تمثلت في زيادة الاندماج والتداخل والتفاعل بين عناصر الاقتصاد والتقنية والاتصال والثقافة، ما سمح بالحديث عن عصر جديد يكون العالم فيه قرية لا حواجز قومية أو خصوصية وطنية فيها ولا حدود جغرافية لها". وأكد أن"العرب والمسلمين ينتمون إلى أمة عريقة لها لغتها ودينها وثقافتها وحضارتها وتاريخها وجغرافيتها وذاكرتها المشتركة. الأمر الذي يجعل الأمة تنظر إلى نفسها بثقة من دون خوف على هويتها من العولمة ومتطلباتها إذا عملت على تعزيز عناصر الانفتاح والتسامح وترك العصبيات الضيقة والاعتزاز بالذات". إلى ذلك، أكد وزير الداخلية الإماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في كلمته"أهمية الموارد البشرية التي تملكها الدولة وأكثرها فاعلية في تحقيق الأهداف التنموية"، مؤكدا أن"خطط التنمية لا يمكن أن تتحقق ما لم تتوافر موارد بشرية مدربة ومبتكرة مؤهلة لإنتاج الأفكار الجديدة وإدخال الأنظمة الحديثة واستيعاب التقنية المتقدمة إضافة إلى وضع الاستراتيجيات الفعالة لتكون قادرة على نشر الطمأنينة وبث الشعور بالأمن والأمان والمحافظة على الاستقرار في ربوع الوطن باعتبارها ركائز ضرورية لنجاح عملية التنمية. نشر في العدد: 16741 ت.م: 2009-02-03 ص: 11 ط: الرياض