بدأ في القاهرة مساء أمس الحوار الوطني الفلسطيني باجتماع ثنائي بين وفدي حركتي"فتح"و"حماس"، يفترض أن يتجدّد اليوم ويمتد حتى قبل عقد الحوار الشامل غداً الخميس، رغم تجدد الحملات الإعلامية بين الجانبين عشية الاجتماع الذي ضم رئيسي وفدي الحركتين مفوض التنظيم في"فتح"أحمد قريع، ونائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"موسى أبو مرزوق. ويضم وفد"فتح"إلى قريع عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث، ورئيس كتلتها النيابية عزام الأحمد، وزكريا الأغا، وأحمد عبدالرحمن، وفيصل أبو شهلا، ورضوان الأخرس، وإبراهيم ابو النجا. فيما يتشكل وفد"حماس"من أبو مرزوق وخليل الحية ومحمود الزهار ومحمد نصر وعزت الرشق، ويضم من الضفة عدنان عصفور وخالد طاقش ورأفت ناصيف. وأكد شعث أن الحركتين تواصلان في الاجتماعات الثنائية"العمل من أجل خلق أجواء إيجابية لضمان نجاح الحوار". وقال ل"الحياة":"سنطرح كل القضايا الشائكة بين الجانبين، مثل المعتقلين والحملات الإعلامية"، لافتاً الى أنه"تم الاتفاق على إعادة المؤسسات الأهلية التي تمت مصادرتها، لكن ذلك لم يتحقق... كما أنه ما زال لدينا معتقلون سياسيون في غزة". وعن كوادر"حماس"المعتقلين لدى السلطة، قال:"نحن لم نلتزم خلال الاجتماعات التي عقدناها سوياً بإطلاق سراح كل المعتقلين من كوادر حماس لدينا، لكننا قلنا إن هناك آلية للتحقق من كل الإفراجات بحيث يتم إطلاق سراح السجناء السياسيين وغير الضالعين في قضايا تهدد الأمن". ولفت الى أن الحوار الشامل الذي سيبدأ غداً سيفضي إلى"تشكيل خمس لجان وتسميتها، وهي لجان الحكومة والمنظمة والأمن والانتخابات والمصالحة"، موضحاً أنه"كان من المفترض ان تشارك كل الفصائل في لجنة المنظمة، فيما تقتصر المشاركة في اللجان الأخرى على ثلاثة فصائل فقط، لكن الجميع طالبوا بالمشاركة في كل اللجان وتمت الاستجابة لذلك". وأشار الى أن"عمل اللجان سيبدأ بعد مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر مطلع الشهر المقبل في شرم الشيخ بثلاثة أيام، ومن المفترض أن يكون هناك سقف زمني لعملها لا يتجاوز أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع". ورأى أن"هناك دعماً أوروبياً وأميركياً للحوار الوطني الفلسطيني الشامل، وهذه فرصة جيدة يجب التعاطي معها بإيجابية عالية جداً وأن لا نسمح بإضاعتها". وعن برنامج"فتح"في الحوار، قال:"موقفنا معروف من جميع القضايا، وعلى رأسها أن يتم تشكيل حكومة توافق وطني يمكن أن تشارك فيها حركة حماس بوزيرين، شرط أن يلتزم الوزراء بقرارات الحكومة وبالتفاوض مع إسرائيل". لكنه شدد على أن"هذا لا يعني على الإطلاق مطالبة حماس بهذه الالتزامات. والحكومة سيكون على رأس جدول أعمالها رفع الحصار وليس اعادة الحصار أو السماح به". وأكد أن"عمل الحكومة سيشمل الإشراف على انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة لا يتجاوز سقفها الزمني الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل على أقصى تقدير، وكذلك بناء الاجهزة الأمنية على أسس مهنية بعيداً عن التجاذبات الفصائلية، ومن ثم تفعيل منظمة التحرير"الفلسطينية. وأشاد بالجهد المصري المتواصل. وقال إن القاهرة"تدخلت بسرعة، ونجحت بالفعل بما بذلته من مساع واتصالات مع الجانبين فتح وحماس في انقاذ الحوار، وحالت دون إفشاله بسبب مثل هذه التصرفات غير المسؤولة"، في إشارة إلى الحملات الإعلامية المتبادلة. في المقابل، اتهم الزهار بعض المسؤولين الفلسطينيين الذين يلقون مساندة الولاياتالمتحدة بأنهم لا يريدون للحوار أن يتم. وقال في مقابلة مع وكالة"رويترز"في مدينة الاسماعيلية المصرية خلال زيارة لأقارب والدته، إن"هناك أشخاصاً يريدون لهذا الحوار أن لا يتم لانهم سيفقدون مناصبهم وامتيازاتهم". وكرر اتهام"فتح"باعتقال عشرات من أعضاء"حماس"في الضفة الغربية الاسبوع الماضي. وقال إن"هذه الأمور لا تخدم الحوار". ورأى أن"التدخل الأميركي"هو السبب في التوتر. وأضاف:"هناك تدخلات من شخصيات وأجهزة أمنية أميركية في الضفة". من جانبه، أعرب الأغا عن أمله في نجاح الحوار، مشددا على أن"هذه المرحلة لا تحتمل أي فشل لمساعي المصالحة بسبب كبر التحديات، خصوصا بعد معركة غزة والتدمير الكبير الذي أصابها". ودعا إلى ضرورة وقف الحملات الإعلامية وعدم طرح الخلافات عبر الإعلام، بل على طاولة الحوار فقط لأن ذلك من شأنه خلق ضبابية. وانتقد رفض"حماس"ضم القيادي"الفتحاوي"سمير مشهراوي إلى الوفد المشارك في الحوار. وقال ل"الحياة":"نحن من جانبنا لم نطرح أي فيتو على تشكيل وفد حماس، ولم نطلب أي تغيير أو تعديل في وفدهم". وأوضح أن"بعضنا عنده تحفظات على شخصية الزهار وآخرين في وفد حماس. لدينا ملاحظات عليهم، لكننا لم نعلن ذلك طالما لم يثبت أن هذا العضو يعطل المصالحة أو يعرقل الحوار". وشدد على ان"أي عضو في وفد ملتزم تماماً بالخطط العريضة للسياسة التي تضعها القيادة، وهو ينفذ هذه السياسة لأنه لا يمثل شخصه". وأشار القيادي في"حماس"رأفت ناصيف إلى إن قيادات الحركة في الضفة الغربية ستلحق بوفدي غزة والخارج في القاهرة، مؤكداً أن هناك اتصالات مصرية مع كل من السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية لتأمين خروجهم من الضفة. ورأى أن"الأجواء الإيجابية اللازمة لإنجاح الحوار لم تتوافر بعد". وقال:"ليست هناك أي مؤشرات ايجابية مشجعة. لقد أبلغونا فتح عبر المصريين بأنهم سيفرجون عن 80 اسماً، لكنهم افرجوا فقط عن 38، وهذا مؤشر سلبي". وأضاف:"نريد حواراً يعالج القضايا كافة، وعلى رأسها إعادة بناء الأجهزة الأمنية في غزة والضفة معاً على أسس مهنية فقط بعيداً عن الفصائلية". وعلمت"الحياة"أن وفداً من المستقلين برئاسة رجل الأعمال رئيس"منتدى فلسطين"منيب المصري سيشارك في الحوار المزمع عقده الخميس، ويضم كلاً من بطريرك الأراضي المقدسة ميشال صباح والنائبين في المجلس التشريعي راوية الشوا ومصطفى البرغوثي، وعضو اللجنة التنفيذية في المنظمة عبدالله الحوراني، وياسر الودية، والأكاديمي علي الجرباوي. نشر في العدد: 16763 ت.م: 25-02-2009 ص: 11 ط: الرياض