عقد رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان اجتماعا أمس مع وفدي حركتي «فتح» برئاسة مسؤول التعبئة والتنظيم، عضو اللجنة المركزية للحركة أحمد قريع، و«حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، وذلك في إطار اجتماعات جولة من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الآغا إن اللقاء مع سليمان كان صريحاً وإيجابياً، إذ أكد الوزير للطرفين أن مصر تعتبر السابع من تموز (يوليو) المقبل الموعد النهائي المقترح للإعلان عن اتفاق المصالحة الفلسطينية، وأن الأمر لا يحتمل التأجيل لأنه يؤثر سلباً في القضية الفلسطينية ويعيدها إلى الوراء. وأوضح أن سليمان حض الطرفين على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الإنقسام قبل الموعد المقرر لإعلانه في السابع من تموز (يوليو) المقبل لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وفتح الطريق أمام فك الحصار عن أبناء قطاع غزة والانطلاق في العملية السياسية. ولفت إلى أن سليمان استمع الى عرض من الوفدين عن موقفيهما من المشاكل العالقة، وفي مقدمها ملف المعتقلين السياسيين وسبل إنهاء هذا الملف بما يهيّء الأجواء أمام الوفدين لحسم القضايا الخلافية المتبقية، خصوصاً ما يتعلق بالانتخابات والأمن والحكومة. وأضاف أنه تم الاتفاق في ضوء اللقاء مع سليمان على قيام لجنة خاصة بتسوية ملف المعتقلين السياسيين بما يسمح بالانطلاق لمناقشة القضايا الأخرى من دون مضيعة الوقت. وعقب الجلسة التي عقدها سليمان مع الوفدين، عقدت جلسة ثانية مشتركة لوفدي الحركتين بحضور مساعدي رئيس الاستخبارات العامة المصرية لبحث القضايا العالقة في ضوء ما جرى في اللقاء السابق مع الوزير سليمان وتأكيد مصر ضرورة إنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن. وكانت الجولة السادسة من الحوار الفلسطيني بدأت في القاهرة أول من أمس برعاية مصرية بين وفدي «فتح» و«حماس». ويمثل حركة «فتح» في جلسة الحوار هذه أحمد قريع رئيساً، وعضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا، ورئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد، والوزير الدكتور سعدي الكرنز، واللواء ماجد فرج، والقيادي في الحركة في قطاع غزة سمير المشهراوي، فيما يمثل «حماس» موسى أبو مرزوق رئيساً، والقيادي محمود الزهار، وعضو المجلس التشريعي خليل الحية، واعضاء المكتب السياسي في الحركة عماد العلمي ومحمد نصر ونزار عوض الله وعزت الرشق. وما زالت قضايا الانتخابات وكيفية إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية على أسس مهنية، واللجنة الفصائلية المكلفة إدارة شؤون قطاع غزة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة في كانون الثاني (يناير) 2010، من أبرز المسائل العالقة. ووصف الأحمد المحادثات عقب الاجتماع مع سليمان بأنها إيجابية. من جانبه، قال القيادي في «حماس» ممثلها في لبنان أسامة حمدان ل «الحياة» إنه «ليس متفائلاً»، مشيراً إلى «ما قاله رئيس وفد فتح أثناء جلسات الحوار بأن ملف المعتقلين مرتبط بالتزامات قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية وليست له علاقة بالحوار»، فيما اعتبر الأحمد أن «قضية المعتقلين هي نتاج للانقسام وليس سبباً له»، داعياً إلى بحث القضية الاساسية، وهي إنهاء الانقسام وعدم جر الحوار إلى قضايا جانبية، لافتاً إلى أنه إذا عولج الانقسام ووقع اتفاق المصالحة «فإن هذا الملف (المعتقلين) سينتهي نتيجة لإنهاء الانقسام». في غضون ذلك، كشف قيادي في «حماس» ل «الحياة» أن الحركة أبدت مرونة بالنسبة الى ملف الانتخابات «وأنها على استعداد للتعاطي مع النظام المختلط للانتخابات وفق 60 في المئة للنظام النسبي و40 في المئة للدوائر، ونسبة حسم تصل ما بين 5 في المئة و7 في المئة»، لافتاً إلى أن هذا أقصى ما يمكن أن تقدمه «حماس» حرصاً منها على الحفاظ على النظام الديموقراطي الذي توفر هذه النسب الحد المعقول للاستمرار بالأخذ الديموقراطي. الى ذلك، زار القاهرة أمس مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي عاموس غلعاد والتقى سليمان وطاقمه في لقاءين منفصلين، وبحث معهم العلاقات الثنائية والتنسيق الأمني والأوضاع في قطاع غزة بعد المصالحة وكذلك تثبيت التهدئة.