أعلنت حركتا (فتح) و(حماس) انهما توصلتا الى اتفاق حول وقف الحملات الاعلامية واطلاق معتقلي (حماس) في الضفة الغربيةالمحتلة تدريجيا عشية بدء مؤتمر المصالحة الفلسطينية أمس في القاهرة تحت رعاية مصر. وأكدت الحركتان في بيان مشترك تلاه القيادي النافذ في حركة (حماس) في قطاع غزة محمود الزهار خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الكتلة البرلمانية في حركة (فتح) عزام الأحمد، انه "في اطار الحوار الوطني الشامل في القاهرة برعاية الشقيقة مصر، ومن اجل تنقية الاجواء وتهيئتها لنجاح هذا الحوار، عقد وفدا (حماس) و(فتح) عدة جلسات اتفقا خلالها على (..) الالتزام بالوقف الكامل للحملات الاعلامية مع بدء جلسات الحوار الوطني الشامل". وأوضح البيان انه تم الاتفاق على "الوقف الكامل والفوري للاعتقالات السياسية والتنظيمية وفقا للقانون والافراج عن اعداد من المعتقلين مع بدء جلسات الحوار الوطني على ان يتواصل الافراج عن اعداد اخرى معتبرة من المعتقلين ووقف التجاوزات في الضفة الغربية وقطاع غزة". وتابع البيان انه تقرر "تشكيل لجنتين في الضفة الغربية وقطاع غزة لضبط التجاوزات الاعلامية ومعالجة قضية الاعتقال والتجاوزات كافة والعمل على مواصلة اطلاق سراح المعتقلين على ان يتم استكمال اغلاق ملف المعتقلين في مدى لا يتجاوز انتهاء جلسات الحوار الوطني" التي يفترض ان تنتهي الى اتفاق، حسب ما قال عزام الاحمد في المؤتمر الصحافي، قبل انعقاد القمة العربية العادية في الدوحة في نهاية اذار/مارس المقبل. وقال الزهار ان "عدد المعتقلين (من حركة حماس في سجون السلطة الفلسطينية) في رام الله تجاوز 400، وتم اطلاق سراح 80 شخصا تباعا حتى هذه اللحظة وتم الاتصال بين ابو علاء وبين الرئيس ابو مازن لاستكمال موضوع اطلاق بقية المعتقلين". وكانت "اجواء ايجابية" سادت جلسات المباحثات شبه المتصلة التي عقدها وفدا (فتح) و(حماس) بمجرد وصولهما الى العاصمة المصرية مساء الثلاثاء. وقال صحافي من وكالة "فرانس برس" تابع اللقاءات التي عقدت في فندق كبير بضاحية مدينة نصر، ان الاجواء الايجابية كانت واضحة، اذ جلس اعضاء وفدي (فتح) و(حماس) بعد ظهر الاربعاء لتناول الغداء حول مائدة واحدة، وتوسط نائب رئيس المكتب السياسي لحماس رئيس وفدها الى مؤتمر المصالحة موسى ابو مرزق، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس وفدها الى القاهرة احمد قريع (ابو علاء) والقيادي في هذه الحركة زكريا الاغا، بينما جلس القيادي الرئيسي لحماس في قطاع غزة محمود الزهار على مقعد مقابل لهم. وقال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) عزت الرشق للصحافيين ان "المناخ ايجابي وواعد". وأضاف "نأمل التوصل الى نتائج ايجابية"، ووصف المحادثات بانها "حوار في العمق حول كل القضايا" الخلافية. وأكد عضو المجلس الشتريعي عن حركة (حماس) خليل الحية ان "هذه اللقاءات (مع فتح) تمهيدية وجدية وعميقة ويسودها جو من الاحترام المتبادل والتفاؤل وهي تستهدف تثبيت الثقة وإزالة كل العوائق التي يمكن ان تعترض الحوار قبل انطلاقه الخميس (أمس)". وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة (فتح) عزام الاحمد ان "اللقاءات تدور في اجواء ايجابية". وعقد مؤتمر المصالحة الفلسطينية قبل ايام من مؤتمر دولي حول اعادة اعمار غزة، الاثنين المقبل في مدينة شرم الشيخ لتوفير الموارد المالية اللازمة لاعادة بناء ما هدمته آلة الحرب الاسرائيلية الاجرامية. وقال عزام الاحمد "هناك رغبة حقيقية لدى الجانبين لتسوية كل المسائل وتحقيق المصالحة وهي ضرورة ملحة خصوصا ان عملية السلام لا تتقدم ولا الجهود من اجل ابرام هدنة" بين (حماس) و(اسرائيل).