كلف الرئيس شمعون بيريز رسمياً أمس زعيم"ليكود"اليميني بنيامين نتانياهو تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن أوصاه بذلك 65 نائباً يمثلون ستة أحزاب يمينية ودينية متطرفة. وتوجه نتانياهو فور تكليفه إلى زعيمي حزبي"كديما"تسيبي ليفني و"العمل"ايهود باراك للانضمام الى حكومته"من أجل ضمان مستقبل إسرائيل"، ما يفسر رغبته في تشكيل حكومة واسعة يفضلها على حكومة يمينية متطرفة يدرك أن عمرها لن يطول ولن تكمل ولايتها القانونية الممتدة على أربع سنوات ونصف السنة. من جهتها، كررت زعيمة"كديما"تسيبي ليفني موقفها الرافض الدخول في حكومة برئاسة نتانياهو تضم أحزاب اليمين المتطرف. ومع تكليف نتانياهو، سيمنح 28 يوماً لإنهاء المهمة مع إمكان الطلب بتمديدها 14 يوماً أخرى في حال تعثرت جهوده. وجاء إعلان بيريز في ختام لقائه نتانياهو الذي ختم به لقاءاته مع ممثلي كل الأحزاب. وقال بيريز في بيان صحافي مشترك مع نتانياهو إن غالبية الأحزاب التي التقى ممثليها أبدت رغبتها في رؤية حكومة واسعة،"ونقلت هذه الرغبة إلى زعيم ليكود، وأرجو أن يوفق في إنهاء مهمة تشكيل الحكومة بسرعة، وأن تنعكس هذه الرغبة في تركيبتها". وأضاف ان الشعب في إسرائيل بحاجة إلى استقرار النظام ليكون قادراً على مواجهة التحديات التي نواجهها. والأحزاب التي أبلغت بيريز دعمها تكليف نتانياهو هي:"ليكود"27 نائباً و"إسرائيل بيتنا"15 و"شاس"11 و"يهدوت هتوراة"5 و"الاتحاد القومي - مفدال"4 و"البيت اليهودي 3. ويشكل هذا العدد غالبية مطلقة في الكنيست الجديدة من مجموع 120 نائباً. وتوجه نتانياهو إلى الأحزاب الصهيونية بدعوتها للمشاركة في حكومته، وقال إن"إسرائيل تقف اليوم أمام اختبار، إذ تواجه في هذه الفترة المصيرية تحديات كبيرة، فإيران تطور سلاحاً نوويا وتشكل التهديد الأكبر على وجودنا منذ حرب الاستقلال 1948، وأذرع ايران الإرهابية تلفّنا من الشمال والجنوب، والأزمة الاقتصادية الأشد منذ 80 عاماً تهدد أماكن عمل مئات آلاف الإسرائيليين... هذه التحديات تستوجب منا التعاضد وتوحيد كل القوى في الشعب". وأضاف أنه سيتوجه أولا لحزبي"كديما"و"العمل"لتشكيل حكومة وحدة وطنية"وبأن يتركا الخلافات الحزبية جانباً ويضعا مصلحة الدولة في مركز اهتماماتهما". وزاد:"لنتذكر أن المآسي الكبرى في تاريخ شعبنا حلّت عندما لم ينجح في توحيد صفوفه لمواجهة التحديات، بينما انتصاراتنا الكبرى تحققت عندما طرحنا جانباً الخلافات وعملنا جسماً واحداً في ساعات الامتحان. واليوم نحن أمام ساعة امتحان". وكان بيريز التقى صباح أمس كلاً من نتانياهو وليفني في محاولة لحضهما على الشراكة في الحكومة المقبلة"لتكون واسعة ومستقرة وقادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها إسرائيل". وكان نتانياهو أبلغ بيريز أنه يعي الحاجة الى حكومة وحدة، وأنه بعد تكليفه رسمياً تشكيل الحكومة سيدعو"كديما"إلى التفاوض،"وأنا مستعد للذهاب بعيداً في إطار المفاوضات مع كديما من أجل تشكيل حكومة واسعة". من جهتها، قالت ليفني في ختام لقائها بيريز إنها لا تعتزم الجلوس في حكومة نتانياهو"لأن لا قيمة لحكومة واسعة لا تقود إلى أي طريق". وأضافت أن الأيام الأخيرة شهدت تشكَّل ائتلاف يقوم على غياب رؤية سياسية"وهذا الائتلاف لا يمكن أن يتيح لي أن أطبق طريقي وطريق حزبي اللذين جئنا بهما إلى الناخب". وتابعت أنها لن تتنازل عن قيمها من أجل الجلوس على كرسي وزاري". وتساءلت في مقابلة مع صحيفة"هآرتس":"كيف لي أن أنضم إلى حكومة تضم"شاس"الدينية الشرقية المتزمتة التي طالبتني بوقف المفاوضات مع الفلسطينيين وتضم البيت اليهودي وتضم نتانياهو نفسه الذي يرفض حتى الآن الحديث عن دولتين لشعبين؟ ماذا سأفعل في حكومة كهذه؟. لا أريد أن أقوم بدور الفرملة في حكومة كهذه... أريد أن أقود... لا نية عندي للانضمام إلى الحكومة بداعي إنقاذ الدولة من اليمين المتطرف". وتابعت:"إذا كان نتانياهو يريدنا من أجل تثبيت حكومته، فإنه لن يحصل على ذلك... السبب في عدم استقرار حكومته هو تركيبتها، هذه حكومة ستلحق ضرراً بإسرائيل ولن تكون مستقرة، وأنا لن أكون فيها من أجل إنقاذ نتانياهو من نفسه ومن شركائه". لكن تقارير صحافية نقلت عن أوساط نتانياهو استعداده منح"كديما"حقيبتين وزاريتين رفيعتين، الخارجية والمال أو الخارجية والدفاع. وأفادت"يديعوت أحرونوت"أن نتانياهو سيقترح على ليفني أيضاً أن تكون القائم بأعمال رئيس الحكومة وأن تكون ل"كديما"مكانة موازية لمكانة"ليكود". في غضون ذلك، بدأت أمارات خلاف تظهر داخل"كديما"بين معارض لدخول حكومة برئاسة نتانياهو ومؤيد لها. ونقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن أوساط رفيعة في"كديما"انتقادها ليفني على"إعلانها المتسرع"أنها لن تجلس في حكومة نتانياهو. ونقلت عن الرجل الثاني في الحزب وخصم ليفني اللدود شاؤول موفاز قوله إن الجلوس في المعارضة يجب أن يكون"خياراً"لا"فكرة تستحوذ على توجه الحزب". ولم تستبعد أوساط في"كديما"أن يتغير موقف ليفني في حال جاءها نتانياهو باقتراح شراكة حقيقي خال من أي التزام للأحزاب الدينية المتزمتة. نشر في العدد: 16759 ت.م: 21-02-2009 ص: 11 ط: الرياض