بتقديم استقالته إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مساء أمس، مهّد رئيس الوزراء إيهود أولمرت الطريق أمام الزعيمة الجديدة لحزب"كديما"الحاكم، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لتشكيل حكومة جديدة برئاستها، وهي مهمة تواجه عقبات عدة، آخرها"مؤامرة"زعيم حزب"العمل"وزير الدفاع إيهود باراك الذي خيّرها بين ضم حزب"ليكود"اليميني أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة. راجع ص 4 وبدأ باراك"عرض عضلات"أمام ليفني حين رهن مشاركة حزبه في الحكومة الجديدة بأن تكون حكومة وحدة وطنية تضم"ليكود"بزعامة بنيامين نتانياهو أو إجراء انتخابات مبكرة يريدها الأخير أكثر من غيره ويرى مراقبون أنها باتت"احتمالاً واقعياً". وأعلن أولمرت في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي أمس أنه قرر الاستقالة من منصبه. وتمنى لليفني النجاح في تشكيل حكومة على وجه السرعة، واعداً بأن يقدم لها"كل العون لتنجح في مهمتها". وحرص أولمرت على إضفاء أجواء طيبة على الاجتماع، فصافح ليفني مهنئاً بفوزها بزعامة الحزب. ودعا أقطاب الائتلاف الحالي إلى البقاء فيه تحت زعامتها. وتسري استقالة أولمرت مساء غد الثلثاء، لكنه سيبقى في منصبه رئيساً لحكومة انتقالية لا تحتاج ثقة البرلمان ولا تخضع لحجب الثقة، حتى تأتي حكومة جديدة سواء برئاسة ليفني أو تلك التي يتم تشكيلها بعد انتخابات عامة. ووسط قناعة بأن ليفني ستحظى بترشيح غالبية برلمانية، وإن كان الأمر لا يضمن لها ائتلافاً فورياً، سيقوم بيريز بتكليفها ومنحها مهلتين حتى 3 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتتجه أنظار الساحة الحزبية إلى ما سيقرره زعيم"العمل"الذي يعتبر حزبه المفتاح الأبرز لأي توليفة حكومية، بعدما سارع إلى إعلان أنه لن يدخل حكومة ليس أكيداً أن تعيش أكثر من بضعة شهور. وطالب ليفني بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة"ليكود". والتقى باراك ونتانياهو مساء أول من أمس في اجتماع وصفه مراقبون بأنه"مؤامرة"على ليفني لمنعها من الوصول إلى رئاسة الحكومة. لكن نتانياهو يرى في دخوله حكومة برئاسة ليفني"انتحاراً سياسياً"، خصوصاً أن استطلاعات الرأي ترشحه وحزبه للعودة إلى الحكم بعد انتخابات عامة مبكرة. وهو اعتبر أن الطريق الصحيح لاختيار قيادة جديدة لإسرائيل تتمثل فقط في انتخابات عامة. وكتب معلق بارز أنه"سيكون أسهل على ليفني أن تشكل ائتلافاً مع الرئيس السوري بشار الأسد من أن تشكله مع شركائها في إسرائيل بسبب ألاعيب باراك". ونقلت"يديعوت أحرونوت"أمس عن أوساط قريبة من ليفني رفضها الرضوخ لمطلب حزب العمل بإقالة وزير العدل الحالي دانيئيل فريدمان ولمطلب حزب"شاس"بزيادة المخصصات الحكومية للأطفال. وأضافت أن ليفني تريد الانتهاء من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بين 10 أيام وأسبوعين، وفي حال تعثرت جهودها فإنها لن تتردد في الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة.