اعلنت كوريا الشمالية امس، انها مستعدة لخوض حرب ضد الشطر الجنوبي، وذلك قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى سيول لإجراء محادثات حول درء التهديد العسكري الكوري الشمالي. وهددت كوريا الشمالية مراراً خلال الأسابيع القليلة الماضية بتحويل جارتها الجنوبية الى"رماد". ويعتقد أن بيونغيانغ تستعد لإطلاق أطول صواريخها مدى، فيما يقول محللون انه محاولة للفت انتباه الإدارة الأميركية الجديدة والضغط على سيول لتخفيف نهجها المتشدد تجاهها. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه قوله:"يجب ألا تنسى مجموعة الخونة أن الجيش الشعبي الكوري الشمالي مستعد تماماً لمواجهة شاملة." وقالت كلينتون في طوكيو في مستهل جولتها الآسيوية الثلثاء، ان اطلاق كوريا الشمالية صاروخاً"لن يكون مفيداً على الإطلاق". وحذر وزير خارجية كوريا الجنوبية من أن اطلاق صاروخ من الشمال سيقابل بعقوبات والمزيد من العزلة للجارة الشمالية. وأفادت تقارير في كوريا الجنوبية أن الشمال يعكف على تجميع صاروخه"تايبودونغ ? 2"المصمم لحمل رأس نووي يصل مداه الى ألاسكا والذي انفجر بعد ثوان من اطلاقه للمرة الأولى والوحيدة عام 2006. ونقلت وسائل اعلام محلية عن وزير الدفاع الكوري الجنوبي قوله ان الشطر الشمالي قد يختبر اطلاق الصاروخ في غضون أسبوعين أو ثلاثة. ونقلت صحيفة محلية بارزة عن مصادر في الاستخبارات قولها ان الإطلاق ربما يكون الأسبوع المقبل. وقال محللون ان كوريا الشمالية قد تقوم بحركة استفزازية حتى تندلع مناوشة صغيرة لكنهم لم يتوقعوا صراعاً كبيراً لأن جيش بيونغيانغ الذي يفتقر للعتاد على رغم ضخامة حجمه، لا يضاهي جيش كوريا الجنوبية وحليفتها الرئيسة الولاياتالمتحدة التي تنشر حوالى 28 ألفاً من قواتها في شبه الجزيرة الكورية. وحذرت كوريا الشمالية من انها قد تضطر الى الرد اذا شعرت أنها مهددة بسبب تدريبات عسكرية مشتركة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية أعلن عنها الأربعاء. وستجرى هذه التدريبات في آذار مارس المقبل. وأضافت وكالة الأنباء الكورية الشمالية:"اذا تجرأت القوات الأميركية العدوانية والدمى الكورية الجنوبية وشنت عدواناً علينا تصديقاً لأوهامهم فسنطلق العنان لقوتنا وسندمر القوات الغازية بلا رحمة." وتجري كلينتون محادثات في سيول اليوم، مع مسؤولين كبار بينهم الرئيس لي ميونغ باك. ويرجح أن تتصدر جهود وقف الطموحات النووية لكوريا الشمالية جدول أعمالها. وحضت سيول جارتها الشمالية على التوقف عن تصعيد التوتر والعودة إلى طاولة الحوار. وذكرت وكالة أنباء"يونهاب"ان هذه الدعوة التي جاءت على لسان الناطق باسم وزارة الوحدة كيم هو نيون ، تتزامن مع حلول ذكرى اتفاق عدم الاعتداء لعام 1991 الموقع بين الكوريتين ، والذي أعلنت بيونغيانغ عن إلغائه أخيراً. وكانت الكوريتان صدقتا في 19 شباط فبراير 1991، على الاتفاق الأساسي حول المصالحة، وعدم الاعتداء والتبادلات والتعاون، مع التعهد بعدم غزو أحد الطرفين للآخر والعمل معاً من أجل المصالحة. كما اعترف الاتفاق من ناحية فنية بحدود البحر الغربي في البحر الأصفر، ونص على أنه يمكن تعديله لاحقاً بعد توصل الطرفين إلى اتفاق.