طالب الرئيس حسني مبارك الفلسطينيين مجدداً بتجاوز انقسامهم في أسرع وقت"لأن تكلفة استمراره لن تكون سوى خصم أكيد من رصيد القضية الفلسطينية"، معتبراً أن هذا الانقسام أدى إلى العدوان الإسرائيلي على غزة. وجدد رفضه وجود مراقبين دوليين على أرض مصر"أياً تكن المبررات والذرائع". وأشار في حديث لمجلة الشرطة إلى أنه رفض محاولات عدة ومتكررة للحصول على موطئ قدم أجنبية فوق أرض مصر تحت ذرائع ومبررات مختلفة، بما في ذلك ما حدث بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال:"لن أقبل أبدا بوجود مراقبين أجانب على أرض مصر أيا تكن المبررات والذرائع". وأكد أن"الانقسام الفلسطيني أدى الى العدوان على غزة وألحق بأهاليها آلاماً ومعاناة هزت قلوبنا جميعا، كما أدى الى إضعاف القضية الفلسطينية وهي جوهر الصراع في الشرق الاوسط". وأضاف:"سعينا دائما إلى أن يتفهم العالم أن هذه الحقوق المشروعة لا يمكن تطويقها بالحديد والنار"، مطالبا بتجاوز الانقسام الفلسطيني"في أسرع وقت"لأن تكلفة استمراره لن تكون سوى خصم أكيد من رصيد القضية، مادياً ومعنوياً، داخلياً وخارجياً، إقليمياً ودولياً، وهذه مسؤولية ينبغي أن تظل فوق مصالح الفصائل. وأوضح أن الجهد المصري لم يتوقف في هذا الإتجاه، لكنه يحتاج من الجميع إلى المرونة والإيمان بخطورة استمرار الانقسام الحالي، معرباً عن أمله في أن"يؤدي الاجتماع الدولي لإعمار غزة في القاهرة الشهر المقبل إلى تحقيق اختراق حقيقي يتوج الجهود التي تابعتها مصر من دون توقف قبل العدوان على غزة وفي أعقابه، ويعيد مفاوضات السلام في شأن قضايا الوضع النهائي الى مسارها وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق تسوية للسلام العادل في إطار مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة وأسس ومبادئ عملية السلام التى أرسيناها في مؤتمر مدريد، وفي مقدمها مبدأ الأرض في مقابل السلام". وتابع:"قلت للرئيس الأميركي باراك أوباما عندما اتصل بي في اليوم التالي لتنصيبه إن القضية الفلسطينية لا تحتمل التأجيل، وان معاناة الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تستمر، وان التطلع لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة لا يحتمل المزيد من الانتظار، وعاودت تأكيد كل ذلك عندما اتصلت بي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومع المبعوث الأميركي الجديد للشرق الاوسط جورج ميتشل عندما استقبلته أخيرا في القاهرة، لكن الأولوية الآن لتثبيت التهدئة في غزة وفتح معابرها ورفع حصارها وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي". ولفت إلى محاولة لتصدير الأزمات الخارجية إلى الداخل الوطني لخلق تناقضات مفتعلة وتأليب الداخل المصري على نفسه وإشاعة الفتن في الكيان الوطني الواحد.