أجمع مراقبون أمس، على ان الرئيس الأميركي باراك اوباما اتخذ قراره الأهم في السياسة الخارجية منذ توليه السلطة في 20 كانون الثاني يناير الماضي، بإعلانه إرسال 17 ألف جندي أميركي إضافي الى أفغانستان، تنفيذاً لأبرز وعود حملته الانتخابية المتمثلة بتحويل التركيز الاستراتيجي لقوات بلاده من العراق الى أفغانستان. ولبى أوباما بذلك جزئياً طلب القيادة العسكرية الأميركية في أفغانستان إرسال 30 ألف جندي إضافي، لكبح تنامي هجمات مقاتلي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". راجع ص 8 وأشار الرئيس الأميركي الى ان الإجراء يهدف الى تلبية احتياجات"ملحّة"في أفغانستان التي"لم تنل تركيزاً استراتيجياً كافياً"، وذلك في إطار الخطة الشاملة الجديدة لإدارته في أفغانستان، والتي يواصل مسؤولون أميركيون مراجعتها. واللافت ان أوباما اعترف في افتراق عن سياسة سلفه جورج بوش، بأن المشاكل في أفغانستان لا يمكن أن تحل بوسائل عسكرية فقط، بل"عبر استخدام الديبلوماسية ومشاريع التطوير التي تندرج ضمن استراتيجية شاملة توضع بالتعاون مع دول الحلف الأطلسي ناتو". ورحبت السلطات الأفغانية بقرار إرسال قوات أميركية إضافية الى أراضيها، معتبرة أنها ستضمن أمن الانتخابات المقبلة، لكنها اشترطت نشرها على طول الحدود لمنع تسلل المتمردين من باكستان. وفي باكستان، خيم هدوء حذر على إقليم وادي سوات القبلي شمال غربي المحاذي للحدود مع أفغانستان، بعد يومين على إبرام حكومة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي اتفاق سلام مع متشددي"حركة تطبيق الشريعة"، قضى بمنحهم حق تطبيق الأحكام الإسلامية في مقابل تسليم سلاحهم وعدم تعرضهم للقوات الحكومية. لكن إسلام آباد اشترطت إرساء"سلام دائم"في الإقليم للمصادقة على الاتفاق الذي اغضب الغرب في ظل خشيته من أن يُسمح ل"طالبان"و"القاعدة"ببسط نفوذهما لدى انسحاب الجيش الباكستاني. ويصل الرئيس الأفغاني حميد كارزاي إلى إسلام آباد اليوم، في زيارة غير مقررة مسبقاً، ما يعزز الاعتقاد بأنه يحمل رسالة من قيادة الحلف الأطلسي في أفغانستان والجيش الأميركي، توضح معارضتهما الاتفاق. على صعيد آخر، نشرت صحيفة"تايمز"اللندنية أمس، صوراً تؤكد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إي تستخدم سراً منذ سنة قاعدة مطار"شمسي"الجوية في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، لشن هجمات باستخدام طائرات استطلاع من طراز"بريديتور"تعمل من دون طيار لشن غارات ضد مقاتلي"القاعدة"و"طالبان"في مناطق القبائل. نشر في العدد: 16757 ت.م: 19-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: واشنطن تعتمد استراتيجية القوة والتنمية في أفغانستان