أفادت صحيفة"ديلي تلغراف"البريطانية أمس، بأن إسرائيل تشن"حرباً سرية"على إيران تستهدف تعطيل جهودها لتصنيع قنبلة نووية، وذلك كبديل عن المواجهة العسكرية المباشرة بين الدولتين، فيما أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قادة الجيش أن حيازة طهران سلاحاً نووياً ستشكل"خطراً على وجود"الدولة العبرية. ونقلت الصحيفة عن ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي، ان"التعطيل يستهدف إبطاء التقدم في البرنامج بطريقة لا يدرك فيها الايرانيون ما يحدث. الهدف هو التأخير والتأخير والتأخير، الى أن يمكن التوصل الى حل أو نهج آخر. بالتأكيد لا نريد أن تمتلك الحكومة الايرانية الحالية مثل هذه الاسلحة. هذه سياسة جيدة، لا تصل الى حد القضاء عليها عسكرياً والتي تنطوي على الأرجح على مخاطر غير مقبولة". ونقلت الصحيفة عن خبراء استخباراتيين أن اسرائيل"تستخدم في الحرب السرية فرق اغتيال وتخريب وشركات وهمية وعملاء مزدوجين، لعرقلة البرنامج الإيراني لإنتاج أسلحة نووية". وأضافت ان أهم عنصر في"قطع رأس"البرنامج النووي، يكمن في تصفية منظّمة للشخصيات البارزة المتورّطة فيه. وأشارت الصحيفة الى اشاعات حول مسؤولية الاستخبارات الاسرائيلية عن وفاة أردشير حسن بور، العالم النووي البارز في محطة أصفهان لتخصيب اليورانيوم، والذي توفي في منزله ب"تسمم غازي"محتمل عام 2007. وتحدث محللون استخباراتيون غربيون عن وفاة شخصيات بارزة اخرى في البرنامج النووي لطهران، في ايران وأوروبا، بصفتها"نجاحات"اسرائيلية لحرمان ايران من الكفاءات الفنية لمواصلة برنامجها. واستخدمت اسرائيل ايضاً شركات وهمية للتسلل الى شبكات ايرانية تعمل في السوق السوداء لشراء مواد ذات استخدام مزدوج، بهدف تمرير أجهزة تحمل عيوباً، ل"تسميم"النشاطات النووية الإيرانية. وكتبت الصحيفة ان المسؤولين الاسرائيليين الذين يقرّون بأن ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لن تسمح لهم بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، يرون ان هذه الخطة قد تبطئ البرنامج النووي الايراني، من دون المخاطرة بالدخول في مواجهة مباشرة مع طهران. وتعليقاً على ما نشرته الصحيفة، قال مير جافندافار الخبير الايراني في مجموعة"ميباس"المتخصصة في تحليل شؤون الشرق الاوسط، ان ثمة تقارير أيضاً تفيد بأن هناك محاولات لتعطيل امدادات الكهرباء لمنشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم وسط ايران. وأضاف:"في غياب الحل الديبلوماسي لهذه المشكلة وعدم امكان شن حرب حالياً، هذا هو أفضل حل آخر". وزاد ان"الكثير من أجهزة الاستخبارات تحاول القيام بذلك. ليست اسرائيل فقط، بل الاميركيون واستخبارات أوروبية عدة. بل هناك تقارير تفيد بأن دولاً محايدة مثل هولندا، مشاركة أيضاً"في الأمر. ورداً على سؤال عن تقرير الصحيفة، قال مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت:"ليس من عاداتنا التعليق علناً على مثل هذه المزاعم. ليس في مثل هذا الموقف ولا في أي موقف". في غضون ذلك، قال باراك خلال محاضرة ألقاها أمام القيادة العليا للجيش الإسرائيلي إن حيازة ايران أسلحة نووية، ستجعل منها"تهديداً مركزياً للنظام العالمي"و"خطراً وجودياً على دولة إسرائيل". وأضاف أن ذلك من شأنه"تسريع نشاطات الانتشار النووي في شكل كبير في المنطقة". وزاد أنه يقدر أن إيران ستختار إستراتيجية"السير على حافة القدرة النووية"، معتبراً أن"حواراً سيُجرى بين إيران وإدارة أوباما، وفي كل مرة ينشأ فيها احتمال حقيقي لشن عملية عسكرية ضد طهران، سنشهد مبادرات حسن نية من جانب إيران، تستهدف إرجاء العملية العسكرية". نشر في العدد: 16756 ت.م: 18-02-2009 ص: 16 ط: الرياض