ذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" أمس أن اسرائيل بدأت حرباً سرية ضد إيران، بدلاً عن شنّ هجمات عسكرية مباشرة لعرقلة تقدم برنامجها النووي وتصفية علمائها البارزين المساهمين فيه. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أميركية قولها إن اسرائيل "تستخدم في الحرب السرية فرق اغتيال وتخريب وشركات وهمية وعملاء مزدوجين لعرقلة برنامج إيران غير المشروع لإنتاج أسلحة نووية، وسيكون أهم عنصر في قطع رأس هذا البرنامج تصفية منظمة لكبار الشخصيات المتورّطة فيه". وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين شعروا بالتغيير الذي طرأ على مزاج واشنطن حيال إيران منذ تسلم الرئيس الأميركي باراك أوباما مقاليد السلطة في يناير الماضي، وصاروا يدركون جيداً الآن أن إدارته "لن تصادق على شنّ هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد أن مدّ يد السلام إلى طهران". ونسبت الصحيفة إلى ضابط سابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إي) قوله إن الحرب السرية الاسرائيلية "تهدف إلى إبطاء تقدّم البرنامج النووي لطهران بطريقة لا تجعل الإيرانيين يدركون ما يحدث، ولن يكون بمقدورهم وقفها حتى يتم اعتماد حل أو نهج آخر حياله". وأضاف الضابط السابق "نحن بالتأكيد لا نريد أن تمتلك الحكومة الإيرانية الراهنة أسلحة نووية، والحرب السرية تمثل سياسة جيدة بديلة عن الخيار العسكري كونه يحمل مخاطر غير مقبولة، كما أن العمليات السرية التي يشنها جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) تغطي مجموعة من النشاطات ومن بينها جمع صور ومواد سرية أخرى عن المنشآت النووية ومواقع الصواريخ في إيران بالتعاون مع الإستخبارات الأميركية وشركات أوروبية وهمية". وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي اتُهم بالوقوف وراء مصرع العالم الإيراني البارز في مفاعل أصفهان أردرشاير حسنبور الذي توفي بظروف غامضة نتيجة تعرّضه لتسمّم بالغاز عام 2007، بالاضافة الى تصفيات أخرى في أوروبا وإيران طالت شخصيات إيرانية هامة كانت تنشط في مجال المشتريات وعمليات تخصيب اليورانيوم. وأفادت أن ضابط استخبارات أوروبياً طلب عدم الكشف عن اسمه، أكد أن اسرائيل "لم تتردّد في السابق في تصفية علماء الأسلحة النووية في الدول التي تعتبرها معادية، لها وفعلت ذلك في العراق وستفعل الشيء نفسه مع إيران حين تستطيع". وأضافت "ديلي تليغراف" أن إسرائيل استخدمت أيضاً شركات وهمية لاختراق شركات المشتريات الإيرانية التي يستخدمها نظام طهران لتجنّب العقوبات المفروضة ضده من قبل الأممالمتحدة واقتناء التقنيات المطلوبة لبرنامجه النووي. ولفتت الى أن "الموساد" وأجهزة استخبارات غربية أخرى تمكنت من اختراق برنامج إيران النووي في إطار عمليات مشتركة وشراء معلومات عنه من علماء ذرّة بارزين، قامت اسرائيل بتسريب بعض التفاصيل عنها إلى حلفائها وأجهزة الإعلام ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشارت إلى أن إيران اضطرت لتدمير وإزالة مفاعل نووي بالقرب من العاصمة طهران وبناء ملعب لكرة القدم فوقه بعد الكشف عن وجوده لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصارت قلقة جداً من تعرّض برنامجها النووي للاختراق إلى درجة أنها أعلنت مؤخراً عن اعتقال جواسيس في خطوة هدفت من ورائها إلى تحذير العملاء المزدوجين.