طهران، واشنطن، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضت اسرائيل ايران على التخلي عن مخزونها من اليورانيوم المرتفع التخصيب، فيما أوردت وسائل إعلام أميركية أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها تنوي مطالبة إيران خلال محادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، بوقف إنتاج اليورانيوم المرتفع التخصيب وإغلاق منشأة فردو وتفكيكها. في المقابل، دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) الى «تغيير سياستها، لأن مواجهة ايران لن يكون في مصلحتها». وقال: «ايران ستواصل النقاش في شأن الطاقة النووية السلمية، وليست بعيدة لحظة يرى العالم ان الدول المتغطرسة بقيادة أميركا وأوروبا، ستقبل حقيقة التقدّم النووي وعضوية ايران في النادي النووي». في غضون ذلك، نقلت وكالة «فارس» عن السفير التركي في طهران أميت يارديم نفيه تقريراً أوردته صحيفة «واشنطن بوست» الجمعة الماضي، وأفاد بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نقل رسالة من الرئيس الأميركي باراك اوباما شفهية الى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي التقاه أخيراً، يعلن فيها أن بلاده قد تقبل مواصلة ايران برنامجاً نووياً مدنياً، في مقابل «ضمانات». واعتبر يارديم أن «الخبر ليس صحيحاً». ونسبت «فارس» الى يارديم ان «تركيا لن تخسر صداقتها مع ايران، بأي ثمن»، مؤكداً أن «تركيا وإيران دولتان متجاورتان لديهما تعاون جيد». كما شدد على أن أنقرة «متأكدة» من ان لا ابعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني. باراك الى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك: «قلنا لأصدقائنا الأميركيين وللأوروبيين، أننا نتوقع أن يكون واضحاً، الحد الأدنى لنجاح المفاوضات، ويتمثل في أن تطلب الدول الست في وضوح وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة». وأضاف في حديث إلى شبكة «سي أن أن»: «إذا حددت الدول الست عتبة منخفضة، هذا يعني ان الإيرانيين كسبوا بسعر بخس، الحق في مواصلة برامجهم العسكرية ببطء، ولكن من دون عقوبات. وسيكون ذلك تغييراً تاماً في الاتجاه، نحو الأسوأ». وشدد على وجوب نقل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، الى «دولة مجاورة موثوق بها». وسُئل باراك عن الخيار العسكري ضد ايران، فأجاب: «ليس علينا اتخاذ قرار الأسبوع المقبل، ولكن لا يمكنا الانتظار سنوات. لم نتخذ قراراً في شأن ما يجب تنفيذه، أو (نحدد) موعداً لقرار» في هذا الشأن. ونفى تكهنات بإمكان قبول تل أبيب ردعاً نووياً متبادلاً مع طهران، على غرار الحرب الباردة، إذا امتلكت الأخيرة سلاحاً ذرياً. وقال ان نظرية «التدمير المتبادل» لا تنطبق على هذه الحالة، «لأننا لسنا قارات، وإسرائيل ليست الولاياتالمتحدة أو الاتحاد السوفياتي». وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قدّم لأوباما الشهر الماضي اقتراحات في شأن صفقة مع ايران، تتضمن السماح لها بعمليات محدودة في منشأة ناتانز للتخصيب. «نيويورك تايمز» في السياق ذاته، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ديبلوماسيين أميركيين وأوروبيين أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها تنوي مطالبة ايران، في المفاوضات المقبلة، بأن تغلق فوراً منشأة فردو المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم، ثم تفكيكها. كما ستدعو طهران الى وقف إنتاج يورانيوم مرتفع التخصيب، وإخراج مخزونها من تلك المادة الى خارج البلاد. ونسبت الصحيفة الى الديبلوماسيين انهم لا يستطيعون تخيّل أي اتفاق يتيح لإيران امتلاك مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، والذين يمكن تحويله خلال شهور، الى نسبة تكفي لصنع قنبلة نووية. وقال مسؤول بارز في إدارة اوباما: «ليست لدينا فكرة عن ردّ الإيرانيين، وقد لا نعرف ذلك بعد الاجتماع الأول» المقرر الجمعة المقبل. واعتبرت الصحيفة أن «أوباما وحلفاءه يراهنون على ان تعزّز العقوبات والتهديد بعملية عسكرية اسرائيلية، مبرّرات تساند الإيرانيين الذين يعتبرون أن منشآت تخضع للتفاوض، أفضل من العزلة». الى ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» ان طائرات استطلاع تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) تسلّلت قبل ثلاث سنوات الى عمق الأراضي الإيرانية، والتقطت صوراً لمواقع نووية، لا سيما لمنشأة فردو، قبل عودتها الى قاعدتها. وأشارت الى أن محللي «سي آي إي» ووكالات استخبارات اميركية أخرى رصدوا، خلال تلك الرحلة الأولى قبل ثلاث سنوات، أدنى مؤشر يفيد بأن الدفاع الجوي الإيراني كشف وجود الطائرة من دون طيار، وهي من طراز «آر كيو - 170 سنتينل». ونقلت عن مسؤول بارز سابق في «سي آي إي» قوله: «لم يرد أي مؤشر في هذا الشأن». ومُذذاك نفذت طائرات استطلاع مئات الرحلات فوق عشرات المنشآت في ايران، حتى تحطمت طائرة استطلاع من الطراز ذاته في الأراضي الإيرانية، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وتندرج هذه المراقبة في سياق حملة استخباراتية حول البرنامج النووي الإيراني، تكثفت خلال السنوات الأخيرة من عهد الرئيس السابق جورج بوش، وتضمنت نشر أنظمة تنصت إلكترونية وتشكيل وحدة خاصة بإيران، مؤلفة من خبراء في تحليل الصور التي تلتقطها أقمار اصطناعية، وتشكيل شبكة تجسس لهذا الشأن. وعزّزت هذه التدابير قناعة واشنطن بأنها ستتلقى إنذاراً مبكراً، فور محاولة طهران صنع سلاح ذري.