عبّر العاهل المغربي الملك محمد السادس عن أمله في أن تتجاوز الدول المغاربية"الصعوبات الظّرفية والموضوعية"التي تعوق معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، وقال في برقيات تهاني إلى قادة الدول المغاربية في مناسبة الذكرى العشرين لتأسيس الاتحاد المغاربي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، إن لا بديل عن هذا الخيار الاستراتيجي لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة"في ظل الإخاء والثقة والتفاهم وحسن الجوار واحترام الخصوصيات والثوابت الوطنية لبلداننا"، ودعا إلى المساءلة عما تحقق للشعوب المغاربية من مكاسب على درب التنمية والتكامل والاندماج الاقتصادي والاجتماعي. مبدياً حرصه الشديد على"مواصلة العمل مع اشقائنا قادة الدول المغاربية بروح مغاربية خالصة وعزيمة صادقة لتفعيل مؤسسات وهياكل الاتحاد". ولفتت مصادر ديبلوماسية إلى أن الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي مر أمس من دون ظهور بوادر انطلاقة جديدة للاتحاد الذي يكاد حضوره يقتصر على الاجتماعات الدورية التي تنعقد بين عواصم الشمال الافريقي ونظيراتها الأوروبية ضمن ما يعرف بمجموعة 5+5 التي تركّز على الأبعاد الأمنية والتحديات التي تنشغل بها البلدان الأوروبية، وتحديداً المواقف من تنامي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، فيما تواجه العلاقات بين الشركاء في الاتحاد المغاربي أزمات حقيقية، فبالاضافة إلى الخلافات العالقة بين المغرب والجزائر بسبب تباين مواقفها من قضية الصحراء وإشكالات سياسية واقتصادية، لم يستقر الموقف المغاربي عند خلاصات موحدة إزاء التعاطي والانقلاب الأخير في موريتانيا الذي زاد بدوره في تباعد الهوة بين العواصم المغاربية. ولفتت المصادر الى أن الاتحاد المغاربي الذي تأسس بخلفية عربية تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية والتعاطي ايجاباً ومختلف القضايا العربية، على هامش القمة التي كانت استضافتها الجزائر في عام 1988، أصبح يواجه خلافات تطاول تطورات القضية الفلسطينية أيضاً. لكن مصادر رسمية في الرباط شددت على أن استمرار إغلاق الحدود مع الجزائر"لا يساعد في بلورة الخيارات الكبرى للاتحاد المغاربي في التكامل الاقتصادي والاندماج الاقليمي". ورأت أن سريان مفعول الاغلاق"يناقض الالتزامات المعبّر عنها في المعاهدة التأسيسية للاتحاد المغاربي في مراكش"، وأعادت إلى الأذهان أنه على رغم إلغاء الرباط ثم الجزائر التأشيرة التي فرضت على رعايا البلدين بسبب الهجمات التي طاولت فندق"أطلس - أسني"في مراكش في صيف 1994، فإن الحدود بين البلدين الجارين ما زالت مغلقة. ووجهت الرباط نداءات عدة إلى الجزائر للمبادرة بمعاودة فتح الحدود، على اعتبار أن ظروف إغلاقها"تجاوزها الزمن". وعبّر العاهل المغربي الملك محمد السادس مرات عدة عن أسفه حيال ما وصفه ب"العقاب الجماعي"الذي يشمل رعايا مغاربة وجزائريين، بخاصة المقيمين على الشريط الحدودي، جراء استمرار حظر تنقل الأشخاص والبضائع بحرية على حدود البلدين الجارين. +