في شريط الفيديو يرى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، يحوطه ثمانية ضباط، أحدهم هو رئيس مركز الأبحاث الفضائية، ويسمع صوت على الهاتف:"بينما نحتفل بالذكرى الثلاثين لانتصار ثورتنا، نستأذن في إطلاق القمر الاصطناعي أميد ووضعه على مداره..."فيرد الرئيس والضباط:"الله أكبر! الله أكبر!". ولما كان الإيرانيون خبراء في إثارة مخاوف الغرب ودغدغتها، نشروا صور ضباط الحرس الثوري وإطلاق الصاروخ الفضائي في اختتام الأسابيع الثلاثة الأولى من استلام أوباما وفريقه السلطة. فحمل الإدارة الأميركية الجديدة على التشدد، وتناول استعداد باراك أوباما لمحاورة إيران ببعض التحفظ. فنجاح إيران في وضع أحد صواريخها قمراً اصطناعياً على مداره أدخلها في نادي البلدان الثمانية والضيق التي سبقتها روسيا، الولاياتالمتحدة، فرنسا، الصين، اليابان، بريطانيا، الهند وإسرائيل...."عشية المفاوضات مع الولاياتالمتحدة، لا ريب في إرادة إيران إظهار مهاراتها. والمبادرة هذه معناها: كفوا عن ازدرائنا، فتكنولوجيتنا تتقدم، وإذا لم نصنع بعد قنبلة نووية، فالسبب هو ارادتنا، وليس تأخرنا!"، يقول برنار هوركاد، الاختصاصي في ايران والباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية. وإطلاق القمر الاصطناعي"أوميد"الأمل خطوة تقنية متواضعة، ولكنها لا تنكر."ليس إطلاق القمر انعطافاً ولا انجازاً. فالكوريون الشماليون أطلقوا قمراً في 1998. ولكنه قرينة على بلوغ مرحلة، وعلى أن الإيرانيين يخطون خطوات صغيرة على طريق التسلح على رغم استنكار المجتمع الدولي وتنديده"، يلاحظ أحد خبراء الصواريخ البالستية. ولا يختلف اطلاق"أوميد"، من الناحية التقنية، عن اختبار إيران صواريخها شهاب ? 3 العام الماضي. وهذه الصواريخ في مقدورها بلوغ تل أبيب والقاهرة والرياض. والفرق هو أن الصاروخ الذي حمل القمر الاصطناعي،"سفير ? 2"، من طبقتين. ففي وسعه نقل الرأس الذي قد يركب في رأسه مسافة أبعد من ال 2000كلم، المدى الذي يبلغه شهاب ? 3. والحق أن وكالة الأنباء الإيرانية"بارس"قالت أن القمر الذي أطلق الى المدار يزن 27 كلغ، وهذا بعيد من الطن الذي يزنه رأس نووي. ويحسب خبير الصواريخ أن جمع صواريخ شهاب ? 3 في رزمة أو حمل حطب غير مستحيل، ولكنه إجراء معقد. وعلى هذا قد لا يكون لإطلاق"أوميد"دلالة عسكرية مباشرة، ولكنه يقوي موقع الصقور الأميركيين على الصعيد الدولي، وموقع أنصار الدرع الصاروخية المضادة للصواريخ بأوروبا منهم على وجه الخصوص. وعلى الصعيد الداخلي، يجدد الإطلاق زهو رئيس أضعفته الأزمة الاقتصادية. فالإيرانيون على مختلف مشاربهم مجمعون على حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية المدنية، رمز مكانة الجمهورية الإسلامية وقوتها، وهذا إنجاز راجح قبل 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية. عن سارة دانيال،"لونوفيل أوبسرفاتور"بالفرنسية، 12-18/2/2009 نشر في العدد: 16756 ت.م: 18-02-2009 ص: 24 ط: الرياض