مع انتشار مراكز الألعاب الرياضية الخاصة بالنساء في السعودية خلال الأعوام الأخيرة، ظهرت قصص غريبة، فهناك فتيات التحقن بهذه المراكز للتخلص من شحومهن الزائدة، ألا أن العكس هو ما حدث. الشابة عبير محمد واحدة من هؤلاء، فهي التحقت في أحد الأندية الرياضية للتخلص من الكيلوغرامات التي أضيفت إلى وزنها، ألا أنه بعد نحو شهرين زاد وزنها تسعة كيلوغرامات، فقررت أن تتدارك الأمر وتتوقف عن ممارسة التمارين. يبدو هذا الأمر غريباً نوعاً ما، ألا أن عبير توضح بقولها:"نوعية التمارين التي كنت أخضع لها لا تتماشى وجسد المرأة، فهي تسهم في تقوية العضلات وإظهارها في شكل كبير الأمر الذي يعمل على زيادة الوزن". وتقدم المراكز الرياضية وصالات الجيم الموجودة في عدد من صالونات التجميل النسائية، خدمات التدليك وتنحيف الجسم، وتشكل مصدر دخل جيد لأصحاب المشاريع، وتعطي البدينات فرصة لتخفيف وزنهن. وتقوم بالإشراف على هذه الأقسام مدربات غالبيتهن من شرق آسيا، يقدمن إضافة إلى الرياضة، برنامجاً غذائياً وحبوباً للتنحيف في بعض الحالات. ومن بين الفتيات اللاتي حصلن على نتيجة سلبية نوران محمد التي تحولت من فتاة ممتلئة الجسم إلى بدينة، بعد فترةٍ من تسجيلها في مركز رياضي ملحق بصالون تجميل قريب من منزلها، لتبدأ التمرين ويبدأ وزنها بالازدياد على رغم التزامها النظام الغذائي والرياضة. وتقول محمد:"بعد النتيجة السلبية هذه، لجأت إلى اختصاصية تغذية في مستشفى خاص، وأخبرتني بأن التدريب والنظام الغذائي اللذين اتبعتهما هما سبب زيادة الوزن". وتضيف:"غادرت العيادة واتخذت قراراً بإيقاف التمارين العنيفة، وإتباع نظام غذائي جديد، يناسب طبيعة جسدي وعمري". لكن الحالات السابقة لا تشمل الجميع، فعدد كبير من اللاتي يلتحقن بهذه المراكز، ينجحن في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة والوصول الى الوزن المطلوب، أو على الأقل، يحافظن على حالتهن من دون زيادة أو نقصان. إلا أن اللوم لا يقع دائماً على المشتركات. سمية محمد المعروفة بين صديقاتها بقوامها الممشوق بدأت تسمن مع دخول فصل الشتاء. انضمت إلى أحد مراكز الرياضة، لتتحول بعد فترة من فتاة ممتلئة إلى ما يشبه الملاكم بعضلات مفتولة وجسم خال من الأنوثة، مع أنها أوضحت للمدربة منذ اليوم الأول، رغبتها في فقدان الوزن من دون تنمية عضلات. وتقول:"بالفعل بدأت بالتمرينات، وعندما سألت المدربة عن سبب زيادة وزني الملحوظة ردت بأن هذا الأمر طبيعي لأن العضلات كسولة ولم تتحرك منذ فترة طويلة". وتتابع:"إلا أن العضلات الكبيرة التي ظهرت وغيرت شكل جسمي بدأت تؤثر علي، لأجد الحل عند واحدة من الطبيبات المختصات بالتغذية، التي أوضحت لي أن التمارين العنيفة والنظام الغذائي الذي يطبق على الجميع في الأندية الرياضية من دون اعتبار للفوارق الشخصية، هما السبب الأساسي في تكون العضلات". وترى الشابة نسرين خالد التي واجهت مشكلة مشابهة بسبب سوء اختيارها للتمارين أن"سبب هذه المشكلات هو عدم خبرة بعض المدربات، ولجوء بعضهن للتدريبات العنيفة التي لا تتناسب وجسد المرأة، إضافة إلى عدم إلمامهن بعلم التغذية، وبالتالي يوزعن جداول التغذية بغض النظر عن طبيعة المشتركات، وما تحتاجه أجسادهن، ما قد يعطي نتيجة عكسية بعيدة عن طريق الرشاقة". نشر في العدد: 16754 ت.م: 16-02-2009 ص: 24 ط: الرياض