عاد الصيف وعادت معه هموم الكيلوغرامات الزائدة والبدانة وهاجس الثياب الملتصقة بالجسم... والموضة الرائجة مزاولة "الحمية". وفي الجرائد والمجلات وعلى الشاشات تنهال العروض على القراء. أحدها يدعوك الى خسارة من أربعة الى خمسة كيلوغرامات في الشهر، وآخر يعرض مزاولة رياضة معينة اضافة الى نظام طعام خاص... اسماء كثيرة ووصفات واعدة. النظريات كثيرة والبرامج والنصائح تتضارب في الغالب. وعمد بعض المجلات الأجنبية الكبرى، للتأكد من أفضلية برامج تخفيض الوزن، الى إخضاع عدد من قرائها، كل لحمية معينة، ومقارنة النتائج في النهاية لاختيار النظام الأفضل. وباتت بعض النساء، خبيرات بالسعرات الحرارية وتنويع الطعام. فالسيدة يولا موسى مثلاً، تتّبع مع بداية كل صيف حمية معينة. ومع بداية هذا الصيف تحديداً، زارت طبيباً متخصصاً. والنتيجة؟ "دفعت 100 دولار بدل المعاينة وتأسفت عليها كثيراً في ما بعد. اتبعت نظامي الخاص في الطعام وفقدت خلال شهرين ستة كيلوغرامات. أنا أركز على الخضار والفواكه، لانها تؤمن كمية من السكر الطبيعي الضروري للجسم". أما رأي السيدة ليليان باسيل فمخالف. فهي تهتم كثيراً بالمتابعة التي يفرضها الطبيب المختص. "أبلغ حالياً ال42 من العمر. ومنذ أكثر من 20 عاماً خضت مختلف أنواع الريجيم حتى تعرّفت الى طبيب مختص في أحد أشهر المستشفيات في لبنان. وهو يطلب فحوصات مختلفة، مكلفة حقاً، لكنها تكشف المادة التي تؤثر في بدانة كل انسان. وأتضح من النتائج ان الزيوت والدهنيات هي أكثر ما يوثر فيّ". لكن أين تكمن الحقيقة في كل النظريات والأفكار المتداولة؟ وكيف يحافظ الانسان على صحته ووزن "مقبول"؟ آخر الدراسات يؤكد ان هناك 10 أفكار سائدة في هذا المجال غير صحيحة. 1- الأكل في ساعة متأخرة يزيد الوزن: انها النظرية المفضلة في كتب الريجيم. لكن العلماء يؤكدون عدم صحتها. تقول النظرية ان من يأكل بعد الخامسة مساء يحوّل جسمه السعرات الحرارية الى بدانة، لأن نظام عمل الجسم يهدأ في الليل ولا تحرق السعرات الحرارية خلاله. الاطباء المتخصصون يرفضون هذه النظرية لأنها غير مبنية على بحث معمّق. لكن نظام جسم الانسان لا يعمل بهذه الطريقة والابحاث تؤكد ان المهم ليس الوقت الذي يأكل فيه المرء وإنما مجموع السعرات المتناولة في النهار كله هي التي تؤثر. 2- البدانة الزائدة تأتي من "أيض بطيء". هذه النظرية مجرد أسطورة كما يقول احد الاطباء المتخصصين في البدانة "الواقع ان العكس هو الصحيح. فالفحوصات في المختبرات عبر العالم تظهر ان الاشخاص البدينين يصرفون طاقة ونظام ايضهم مرتفع أكثر من الاشخاص النحيلين". 3- الحمية تناسب كل الناس... إلا أنا: مع كثرة قصص الحميات التي تنشرها صناعة التنحيف، قد يعتقد البعض ان الانظمة الغذائية تنجح مع غالبية الاشخاص. الحقيقة مختلفة تماماً. على رغم ان امرأة من كل خمس نساء تخضع لحمية، تبين ان جميعهن سيخفقن في النهاية. 4- كل السعرات الحرارية في الأطعمة متعادلة: هذا غير صحيح. السعرات الدهنية تتخزّن في الجسم أكثر من غيرها وتؤدي الى البدانة. 5- يمكن تخفيف البدانة في بعض مناطق الجسم: بعض الحميات يشير الى انه من الممكن ازالة البدانة في مناطق البطن والردفين والأوراك. لكم كان جميلاً ذلك ولو كان صحيحاً، ولكنها اسطورة اخرى. مهما كانت الحمية المتبعة، فخسارة الوزن تتيح دوماً نمطاً متشابهاً. 6- "تركيب" الطعام يخفف البدانة: فهذه اسطورة ايضاً كما يؤكد المتخصصون. ليس هناك أي دليل علمي على ان فصل الكربوهيدرات كالسكر والنشاء مثلاً عن البروتين يؤدي الى تخفيض البدانة. فالجسم البشري مزود طبيعياً بقدرة على مواجهة كل أنواع الأطعمة. فإذا فقد الشخص بعض الوزن لاعتماده حمية تركيب الطعام فالسبب يعود الى تخفيض كمية الطعام واعتماد نوعية أفضل. 7- اعتماد الحميات السريعة Yoyo Dieting يتلف الأيض: على رغم ان الدراسات لم تؤكد هذه النظرية المتداولة فالعلماء والأطباء يفضلون ان يعتمد المرء لفقد الوزن حمية بطيئة، لأن خسارة الوزن سريعاً تؤثر سلباً على نفسيته وصحته عموماً. 8- مستحضرات التجميل تساعد في خفض الوزن: مجرد ترهات! قد يشعر المرء بأنه فقد وزناً بعد استعماله مستحضرات رائجة ولكن ما فقده في الحقيقة هو الماء. الأفضل في هذه الحال مزاولة رياضة لشد العضلات. 9- "السموم" تزيد السلوليت. والتخلص من السموم يزيلها: نظرية جميلة لم تبرهنها أي دراسة. فلا شيء يؤكد ان التوقف عن التدخين وشرب الشاي والقهوة يزيل السلوليت. والحقيقة ان عبارة "سلوليت" ليس لها اي تعريف طبي. معظم المتخصصين يؤكد انها مجرد "قباحة"، مجرد دهون، وان ورك المرأة معرض أكثر من الرجل لتخزين الدهون تحت البشرة. 10- على المرء ان يزن نفسه عندما يخضع لحمية: تخلصوا من الميزان عندما تتبعون حمية! هذا ما ينصح به الاطباء. فهو لا ينفع بتاتاً عندما يبغي الانسان الوصول الى وزن صحي. في المقابل يمكن لمدرب رياضي ان يقيس نسبة الدهون في الجسم. وتجدر الاشارة ألى ان من يخضع لتدريبات رياضية ستزيد بنية عضلاته وهذا يعني زيادة في الوزن ايضاً. وانما سيبدو الجسم أنحف وأجمل وأكثر تناسقاً. فبدل استعمال الميزان يمكن الاعتماد على دلائل مثل قياس الألبسة وقياسات الخصر والوركين لمعرفة مقدار التقدم. اذاً، أي نظرية نصدّق لفقدان الوزن والحفاظ على النحافة؟ أفضلها برأيي الآتية: اقفلوا افواهكم بالمفاتيح وارموا هذه الاخيرة... هكذا ستفقدون الوزن. وإياكم ان تتناولوا هذه الاطعمة: الخبز، الحلويات، النشويات، اللحوم، الزيوت، الدهون، الفواكه، الخضار... لا تأكلوا شيئاً وأنا متأكدة أنكم ستفقدون الوزن بسرعة.