بعد تسعة أسابيع على بدء برنامج"ذو مانتجر"على شاشة"روتانا موسيقى"، أسدلت الستارة ليل اول من امس في حلقة زخرت بالمفاجآت، كما امتازت بضيفتها نانسي عجرم. لا نعلم إلى أيّ حدّ يمكن أن نسلّم جدلاً بأنّ المفاجآت تكون للمعدّين وللإدارة، إذ عادة هم مَن يتكفّلون بهذه المهمة فيفاجئون المشتركين والمشاهدين، أمّا أنّ يتفاجأوا هم، فهذا أمر قلّما يحدث، وعلى كلّ حال لا يمكن أحداً من الخارج أن يؤكّد أو ينفي أي أمر! المفاجأة الأولى في الحلقة الأخيرة كانت حين طلبت نانسي عجرم مباشرة على الهواء لو أنّ المشترك اللبناني طارق الكيك يقوم بتنفيذ فيديو كليب لها، وبسرعة لبّى الطلب مدير الشؤون الفنية في"روتانا"طوني سمعان الذي هو أحد عضوَي لجنة التحكيم التي تضم أيضاً المخرج سيمون أسمر، وأعطى جواباً حاسماً بأن لا مشكلة شرط أن يكون الفيديو كليب حصرياً. عندها علّق أسمر على كلامه معتبراً أنّ نانسي أتت إلى الحلقة الأخيرة من دون أيّ شروط وكان يجب أن يُلبّى طلبها من دون أي شروط أيضاً، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين دعا محطة"روتانا"إلى التكفّل بكل المصاريف! وبعد أخذ وردّ حُسمت المسألة: فيديو كليب من إخراج طارق الكيك يكون حصرياً في الفترة الأولى. وفي حديث خاص إلى"الحياة"، لفتتنا إجابة طوني سمعان عن سؤال حول إذا كان ممكناً اعتبار أنّ مشروع الفيديو كليب تمّ الاتفاق عليه نهائياً أو ما زال فكرة ستدرس في ما بعد، فقال حرفياً:"هذه خطوةٌ تُشكَر عليها نانسي عجرم، إذ نرى موهبة بحجم نانسي تشجّع موهبة جديدة، ولكن هذا كان رأي جيجي لامارا ورأي نانسي اذ تابعا عمل طارق وأعجبا به"! وهنا تكاد نظريتنا تتأكّد من أنّ لا مفاجآت للمعدّين، فسألناه صراحة إن كانت هذه الفكرة محضّرة من قبل، فأجاب نافياً انّ هذه الفكرة ولدت مباشرة على الهواء. ومهما يكن من أمر، فالمهم أنّ طارق الكيك سيقوم بإخراج فيديو كليب لنانسي عجرم، فعسى أن يكون مميّزاً وناجحاً. المفاجأة الثانية كانت لإليان ? الموهبة الشابة التي كانت"فأر تجارب"مديري الأعمال طوال حلقات البرنامج - حين وعدها طوني سمعان أن ألبومها الأول سيصدر في الأول من آذار مارس، أي بعد أقل من أسبوعين، وتزامناً مع استلام مدير الأعمال الجديد الرابح أعماله في شركة"روتانا". أمّا المفاجأة الثالثة فكانت إعلان فوز اللبناني طارق الكيك ثمّ إعلان بعد دقائق فوز المصري إبراهيم سواحل أيضاً! وحين سألنا سمعان عن قصة هذه النتيجة وإن كانت انطلاقاً من مبدأ"الجميع يفوز"tout le monde a gagnژ قال إن الأمر ليس كذلك،"فقسم إدارة الأعمال في شركة"روتانا"قسم كبير جداً ويتطلّب جهداً كثيراً، فهناك نحو 120 فناناً وسيكون هناك مكان لطارق ومكان لإبراهيم، خصوصاً أن"روتانا""إمبراطورية"منتشرة في كلّ العالم العربي". وحين استنتجنا أنّه يمكن المشتركين الذين خرجوا من البرنامج أن يعودوا ليعملوا في"روتانا"أكّد طوني سمعان أن كلّ صاحب موهبة مدعو للعمل في"روتانا". وفي تقويم عام للتجربة ككل، أراد سمعان أن يترك الثغرات جانباً في الوقت الحالي ليضيء على النجاح الذي حققته"روتانا"وشركة"انديمول ميدل إيست"و"استوديو فيزيون"بمعدّاته وقدراته الإنتاجية المتطورة، والأهم كان تحقيق أمل المشتركين"الذين أتوا مع حلم فتحوّل حقيقة". أمّا سيمون أسمر فاعتبر"ذو مانتجر مدرسة ترفيهية لجميع المشاهدين، ويجب أن تكون كل البرامج مثله مفيدة بدلاً من أن تكون مضيعة للوقت، علماً أن هذا البرنامج لم يفقد الناحية المسلّية فيه، أضف إلى أنّه أعطى فكرة جديدة عن العمل الفنّي الذي يقوم به مدير الأعمال". أمّا عن النقد الذي طاول قساوة ملاحظاته، فردّ أسمر:"إنّ على مَن يريد توجيه الآخرين أن يكون قاسياً لأنّ اللين والنعومة لا يوصلان إلى أيّ مكان، أمّا القساوة فتحفّز الآخرين على تحسين عملهم حتّى يصيروا أفضل في المستقبل". واللافت في الحلقة الأخيرة اللغط الذي طاول النتيجة النهائية مباشرة على الهواء، إذ أتت العلامة 11/20 متعادلة عند طارق الكيك وابراهيم سواحل، فضاع المشتركان وضاعت المقدّمة فرح بن رجب وضعنا نحن، مَن الرابح؟ فإذا بالتوضيح يُظهر أنّ في العلامة النهائية فاصلة لا يستطيع الكومبيوتر أن يظهرها! فاضطررنا إلى سماع النتيجة النهائية بدلاً من رؤيتها على الشاشة أمامنا، فإذا بطارق هو الفائز. طارق الكيك أكّد ل"الحياة"أنّه لم يكن يتوقّع أنّ يكون هو الفائز،"لقد اجتهد كل الفريق لتقديم أفضل ما عندنا، وكنت أعتبر أنّ مجرّد مشاركتي في هذا البرنامج هو ربح لي، وهذا ليس كلاماً أقوله للصحف بل هو كلام أعنيه فعلاً". ولم ينفِ طارق أنّه كان متخوّفاً قليلاً من نتيجة تصويت الجمهور لأنّه ينافس شخصاً من مصر التي فيها نسبة سكان عالية تفوق بكثير نسبة السكان في لبنان، لكنّه انتبه الى أنّ المنافسة لم تكن بين شخصين بل بين فريقين، وكان فريقه يضمّ أشخاصاً من مصر وتونس ولبنان كما الفريق الآخر. وعبّر الكيك عن فرحه الكبير وتحمّسه لفكرة الفيديو كليب مع نانسي عجرم"التي أحبّها وأقدّرها كثيراً، وسأعمل معها من كلّ قلبي". أمّا بالنسبة الى الطريق التي سيكمل بها مسيرته، فهل ستكون في عالم الإخراج أو إدراة الأعمال؟ فأجاب:"الإخراج هو دراستي وإدارة الأعمال هوايتي وأتمنّى أن أستطيع الجمع بينهما". أمّا ابراهيم سواحل الذي اعتبر فوزه هو أيضاً هدية من الله، فسألناه ألم يكن يتمنّى لو أنّه كان هو الفائز بالأصل؟ يجيب بصراحة:"لا أخفي عليك أنّني كنت أفضّل أن أرفع اسم بلادي عالياً بأن أكون الرابح بحسب رأي اللجنة والتصويت، وحين ظهرت النتيجة لم أحزن فحسب، بل كنت سأموت، ولكن ما قاله طوني سمعان بعد لحظات أراحني!". أمّا إليان، الرابحة في كلّ الأحوال، فاعتبرت أنّها محظوظة جداً لأنّها نالت فرصة يتمنّاها الجميع. وعن سبب اختيارها هي بالذات، جاء جوابها مشابهاً لجواب طوني سمعان، إذ قالا إنّها قدّمت تجربة أداء في شركة"أنديمول ميدل إيست"، وهم وجدوا فيها الشخص المناسب والموهبة المناسبة ليعمل عليها مديرو الأعمال. وتعتبر إليان أنّ ما قدمه لها هذا البرنامج لا تحصل عليه الفنانات إلاّ بالتعب والجهد، ففي تسعة أسابيع صار في رصيدها 11 أغنية و3 فيديو كليب، إضافة إلى جمهور كبير يعرفها. نشر في العدد: 16748 ت.م: 10-02-2009 ص: 34 ط: الرياض