صرح الرئيس حسني مبارك بأن نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أكد له نيته حضور المؤتمر الذي تستضيفه مصر مطلع آذار مارس المقبل في شأن اعادة إعمار قطاع غزة، وتوقع التوصل"الاسبوع المقبل"الى اتفاق تهدئة طويل الامد في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة"حماس". في غضون ذلك، ارجأ وفد"حماس"زيارته للقاهرة الى يوم غد، في وقت قالت مصادر مصرية ان مصر بانتظار"الرد النهائي على اتفاق التهدئة من الوفد"الذي من المقرر ان يعقد غدا جلسة محادثات مع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان الموجود في باريس مع مبارك، مستبعدة صوغ اتفاق او تفاهمات كتابيا في خصوص التهدئة، خصوصا في ضوء الانتخابات الاسرائيلية التي ستفرز قيادة جديدة. وقالت ان هذه الانتخابات"ستنعكس على التفاهمات التي تم التوصل اليها مع الاسرائيليين، وقد تكون هناك اضافات او ملاحظات محددة من القيادة الاسرائيلية الجديدة". وفي باريس، قال مبارك عقب مأدبة غداء مع ساركوزي في قصر الاليزيه ان المحادثات تناولت الأوضاع في الشرق الأوسط وموضوع التهدئة في غزة، متوقعاً التوصل الى قرار في هذا الشأن خلال الاسبوع المقبل. لكنه تكتم عن تفاصيل هذه التهدئة، لأنه"لو قلنا أي شيء الآن فإنه يمكن ان يرفض بعد ساعتين، ونحن نريد التوصل الى التهدئة لفتح المعابر والسماح للناس بالعيش". واضاف انه عرض الوضع للرئيس الفرنسي، وبحث معه في اعادة إعمار غزة والمؤتمر الذي سيعقد في مصر لهذا المغرض، و"دعوته الى المجئ الى مصر، وهو أكد لي انه سيكون حاضراً معنا يوم افتتاح هذا المؤتمر". واشاد مبارك بالدور الفرنسي منذ بدء المبادرة في شأن غزة، مشيراً الى ان ساركوزي"وقف معنا منذ البداية وبذل جهداً كبيراً من أجل التهدئة". من جانبه، اعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في مقابلة مع"الحياة"في باريس، عن امله في تهدئة قبل 22 الشهر الجاري، موعد اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، وعن تحقيق المصالحة قبل مؤتمر اعادة اعمار غزة في الثاني من الشهر المقبل تمهيدا اطلاق عملية السلام. ورحب بفكرة الرئيس الفرنسي اطلاق مفاوضات سلام على المسارات كافة، لكنه تساءل عن"الآليات وتفاصيل الطرح الفرنسي". واضاف:"اذا كانت فرنسا تركز على سورية كي تحقق مزايا على مستوى الشرق الاوسط، فأتصور انها لا تحتاج ذلك"، مضيفا:"اما اذا ساعدت فرنسا سورية على التوصل الى سلام مع اسرائيل، فلن نرحب فقط بل سنصفق ايضا لان اي تسوية ستنتهي مباشرة الى تحقيق التهدئة والمصالحة الفلسطينية لان دمشق ممسكة بحماس"، كما ان ذلك سيؤدي الى ان"تكف سورية يدها عن تأييدها الحالي لحماس وحزب الله". واعتبر ان الخلاف بين مصر وقطر يتناول"قناة الجزيرة"ومواقفها من"اعطاء التأييد الكامل لحماس باعتبار ان الدهر أكل على السلطة الفلسطينية"، ودعوتها الى"تجميد المبادرة العربية للسلام". ورأى ان ازمتي لبنانوغزة فجرتا الوضع العربي، معتبرا انه لا بد من معالجة هاتين الازمتين من اجل لم الشمل. نشر في العدد: 16748 ت.م: 10-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض