طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - تحدى الرئيس محمود احمدي نجاد امس، القرار الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي مطالبة طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، اذ أعلن ان ايران ستنتج «كل ما تحتاجه» من اليورانيوم المخصب، في مؤشر جديد الى رفضها الاتفاق الذي اقترحته الوكالة في هذا الشأن. في غضون ذلك، قال مصدر فرنسي ان كلاً من الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، تعمل لتحديد عقوبات جديدة لعرضها على مجلس الأمن، اذا لم تبدِ طهران تجاوباً ملموساً بحلول نهاية السنة. ورجّح ان يكون التشدد الإيراني في التعامل مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) موجهاً الى الداخل الإيراني أكثر مما هو الى الأسرة الدولية، خصوصاً منذ الشرخ الذي أحدثته الانتخابات الرئاسية بين الحكم والمعارضة. وأشار الى ان قبول الإيرانيين اقتراح تخصيب اليورانيوم في الخارج، كان سيحرج الدول الست، إذ يتيح لهم مواصلة انتاج اليورانيوم، ويزعزع التجانس بين هذه الدول. ورداً على سؤال هل تصبح الضربة العسكرية اكثر ترجيحاً نهاية السنة، أجاب المصدر ان الموضوع طغى عليه دائماً عدم اليقين وسيبقى كذلك. في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان «شيئاً لم ينتهِ» في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وقال: «ما زلنا نتكلم مع الإيرانيين، لكن الأمر صعب، اذ يبدون رفضاً في كل مرة». ورأى في حديث الى اذاعة فرنسية ان ايران تشهد «هروباً بائساً الى أمام، وفوضى على رأس الدولة، ومنافسة كبيرة بين الأجهزة التي لا تتواصل في ما بينها، ومعارضة شجاعة تزداد تصميماً». في أصفهان، قال نجاد ان «الوكالة الذرية تبنّت قراراً غير قانوني ضد الأمة الإيرانية»، مضيفاً ان الدول الغربية «اظهرت مجدداً انها غير ملتزمة بالقانون، وتستخدم المؤسسات الدولية بوصفها أدوات. هذه الألاعيب الصبيانية ولى عهدها». وزاد ان «الأمة الإيرانية ستُنتج وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة وكل ما تحتاج اليه»، مجدداً تأكيده ان قرار بناء 10 منشآت جديدة للتخصيب سيُنفذ. واستدرك ان «طهران ستتفاوض مع الغرب اذا اعترف بحقوقها، وإلا لن تستسلم لأحد». وفيما أطلقت إيران خمسة بحارة بريطانيين اعتقلتهم الأسبوع الماضي، بعدما اعترضت بحريتها مركبهم الشراعي في الخليج لانتهاكه مياهها الإقليمية، وجّهت 79 شخصية عالمية، بينها النائبة الفلسطينية حنان عشراوي والمدافع الأميركي عن الحقوق المدنية جيسي جاكسون، رسالة مفتوحة الى نجاد تطالب بإطلاق ثلاثة اميركيين تعتقلهم ايران منذ تموز (يوليو) الماضي، لدخولهم أراضيها من كردستان العراق. على صعيد آخر، أرجأت ايران للمرة الثانية تنفيذ حكم بإعدام عبد الحميد ريغي، شقيق زعيم جماعة «جند الله» عبد الملك ريغي. وقال رئيس دائرة العدل في إقليم سيستان بلوشستان ابراهيم حميدي: «بناءً على اعترافه بالتعاون مع الاستخبارات الباكستانية وعملاء اميركا، تأجّل تنفيذ الحكم بإعدامه لجمع مزيد من الحقائق».