في إطار احتفالات مكتبة الإسكندرية باليوبيل الذهبي لتأسيس"فرقة رضا للفنون"الشعبية، أصدرت المكتبة الألبوم المصور"الرقص حياتي"الذي يعد أحدث توثيق لتاريخ الفرقة. أعد الألبوم كل من مؤسس الفرقة الفنان محمود رضا والفنانة فريدة فهمي إحدى راقصات الفرقة الأوائل. وقال مدير مركز الفنون في مكتبة الإسكندرية المايسترو شريف محيي الدين، إن فكرة توثيق تاريخ"فرقة رضا"تأتي من الأهمية التاريخية والفنية للفرقة التي استطاعت أن تخطف قلوب الجماهير في كل مكان. وأشار إلى أن الهدف من الألبوم هو إعطاء القارئ معلومات عن الرقصات المحلية للشعب المصري إضافة إلى إعطائه فكرة عن كيفية اختيار رضا تلك الرقصات وتجميعها وتصميمها لتقديمها للمسرح. وأضاف أن قيمة رضا كفنان تتعدى حدود الزمان والمكان، كما أن أهميته للفن المصري غير مسبوقة، لافتاً إلى أن أهمية الألبوم تكمن في إثباته أن الفن لا وطن له، وأنه أبلغ لغة للحوار بين الثقافات، ولأن الفكرة تتسق تماماً مع رسالة مكتبة الإسكندرية في كونها نافذة مصر على العالم ونافذة العالم على مصر. وقال إن الفنان رضا يعتبر رائد فن الرقص المسرحي في مصر، فقد استطاع أن يخلق من خلال تصميماته الرائدة نوعاً جديداً من الرقص يمزج بين الكثير من الأنماط المختلفة، والتي استطاع من خلالها أن يصور الكثير من المشاعر والشخصيات المصرية من خلال الرقص المسرحي. وأشارت الفنانة فريدة فهمي في مقدمة"الرقص حياتي"إلى أن المعلومات المذكورة في هذا الألبوم تعتمد في شكل أساسي على الذكريات والخبرات الشخصية للمؤلفين، والصور التي تم التقاطها خلال الرحلات الميدانية التي قامت بها فرقة رضا. وأكدت فهمي أن الصور التي التقطها الفنان رضا تقدم لمحة عن التراث الغني للرقص المتأصل في وجدان الشعب المصري، وهو نوع من أنواع التوثيق الذي يبين ما إذا كانت الرقصات التي صورت ما زالت تؤدى اليوم بعد مرور أكثر من 40 عاماً أو لا. ويعتمد ألبوم"الرقص حياتي"على محورين، الأول بحثي يرصد رحلات رضا الى أقاليم مصر المختلفة ليطلع على منابع الفن الشعبي. والمحور الثاني يظهر أن"الرقص حياتي"هو كتاب مصور من الدرجة الأولى، فهو يعطي القارئ فكرة موجزة ومعبرة عن شكل الفنون الشعبية في شكل عام وفنون الرقص في أقاليم مصر المختلفة في شكل خاص. ويقدم الألبوم من طريق الصور توثيقاً للرحلات الميدانية التي قام بها الفنان رضا إلى أماكن شتى في مصر في محاولة لتجميع مادة فنية لاستخدامها في تقديم عروضه الفنية، وخلال بحثه عن الإلهام واكتشاف الإمكانات التي يمكن للرقص الشعبي أن يضيفها لخشبة المسرح. وفي رحلة إلى العريش وسيوة وأسوان والصعيد وغزة والشرقية ومرسى مطروح وتركيا، ترصد الصور مشاركة رضا في أحداث الرقص المحلية التي تعلم من خلالها التكنيك الخاص بكل حركة، وحاول استجماع الأسلوب والروح الخاصة بكل رقصة وتحليل وتوثيق المكونات الأساسية لكل رقصة. نشر في العدد: 17062 ت.م: 2009-12-21 ص: 31 ط: الرياض