تعرض العراق أمس الى سلسلة هجمات، بينها تفجير 3 سيارات مفخخة في بغداد وتفجيران استهدفا كنيستين في الموصل، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وذلك غداة انتهاء جلسات الاستماع للوزراء والمسؤولين الأمنيين الذين يتهمهم البرلمان بالعجز عن وقف الاعتداءات المتكررة. في بغداد، قتل أربعة أشخاص وجرح أكثر من 14 آخرين في انفجار ثلاث سيارات مفخخة صباح الثلثاء. وعلى رغم تعزيز الإجراءات الأمنية انفجرت سيارة أولى في موقف للسيارات تابع لوزارة الدفاع يقع مقابل السفارة الإيرانية وسط، وأعقب ذلك انفجار سيارة ثانية في مرأب قريب من مبنى وزارة الخارجية. بينما وقع الانفجار الثالث في مرأب للسيارات قرب وزارة المهجرين والمهاجرين. من جهته، قال براء السراج 26 سنة العامل في"المنطقة الخضراء"الخاضعة لتدابير أمنية مشددة وتضم السفارة الأميركية ومقر الحكومة العراقية:"كل الذين يركنون سيارتهم هنا، هم موظفو وزارتي الدفاع والمهجرين أو العاملين في المنطقة الخضراء". واستطاع خبراء المتفجرات من السيطرة على شاحنة صغيرة مفخخة رابعة وتفكيكها على بعد عشرات الأمتار من المرأب على امتداد الشارع المؤدي الى مدخل رئيسي للمنطقة الخضراء. وقال ضابط في الشرطة طلب عدم كشف هويته:"انها شاحنة صغيرة حمراء حديثة الصنع عام 2009، تحمل لوحة تسجيل في بغداد ويملكها رسمياً رجل يدعى علي صاحب". وأضاف وهو يشير الى عبوات ناسفة:"عثرنا في داخلها على ثلاثة ألغام مضادة للدبابات وأربع عبوات ناسفة روسية الصنع تعود للجيش السابق، كانت مخبأة تحت المقاعد وفي أبواب الآلية". واتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة تمثلت بانتشار واسع وإغلاق الطرق المحيطة بالمنطقة الخضراء ووزارة الخارجية، في أعقاب الانفجارات. كما أدى انفجار سيارة مفخخة أخرى في مرأب تابع لوزارة الدفاع على مقربة من مقر السفارة الإيرانية وسط الى وقوع أضرار مادية فقط. وذكر ضابط عراقي رفض كشف هويته أن"شخصين يحملان هويات ضباط، دخلا بسيارة سوداء كورية الصنع، بعد السابعة صباحاً الى المرأب حيث وقع الانفجار بعد نصف ساعة، وأدى الى تدمير سبع سيارات من دون ووقع ضحايا". وتعد الهجمات التي وقعت أمس رابع سلسلة تفجيرات تضرب بغداد، خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي استهدفت خصوصاً مباني حكومية في العاصمة. واستهدف تفجيران متزامنان في 19 آب أغسطس وزارتي الخارجية والمال ما أسفر عن مقتل 106 أشخاص وإصابة 600 آخرين بجروح. وفي 25 تشرين الأول أكتوبر استهدف انفجاران انتحاريان وزارة العدل ومبنى مجلس محافظة بغداد، ما أدى الى مقتل 153 شخصاً وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح. وفي 8 كانون الأول ديسمبر الجاري وقعت 5 تفجيرات متزامنة في أماكن مختلفة من العاصمة ما أسفر عن 127 قتيلاً و448 جريحاً. وتأتي تفجيرات أمس قرب"المنطقة الخضراء"غداة انتهاء البرلمان من جلسات لعدة أيام استمع خلالها للوزراء والمسؤولين الأمنيين عن سبب وقوع موجة التفجيرات هذه. وشهدت مناطق الانفجار تحليقاً كثيفاً للطائرات المروحية، بالإضافة الى انتشار عدد من السيارات العسكرية في الشوارع المؤدية الى المنطقة التي تم قطعها. وذكرت قيادة عمليات بغداد أن الانفجارات ناجمة عن عبوات لاصقة كانت موضوعة بأسفل السيارات الثلاث وأسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص وحرق 19 سيارة بينما أعلنت الشرطة أن عدد الضحايا أربعة قتلى و14 جريحاً. الى ذلك، قتل شخصان وأصيب 40 بجروح جراء انفجارين أمس استهدفا كنيستين للسريان في الموصل، شمال بغداد. وانفجرت سيارة مفخخة عند كنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس وسط على مقربة من مدرسة"الغساسنة"المسيحية. وأكد مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب في الموصل"مقتل شخص وإصابة 40 بينهم خمسة أطفال بجروح". كما وقع انفجار آخر أمس بعبوة ناسفة قرب كنيسة للسريان الكاثوليك في حي الشرطة شمال من دون وقوع ضحايا. يذكر انه في 26 تشرين الثاني نوفمبر، استهدف انفجاران كنيسة للكلدان وديراً للرهبان الدومينيكان في الموصل من دون وقوع خسائر في الأرواح. وشهد أواخر عام 2008 حملة من أعمال العنف استهدفت المسيحيين وأدت الى مقتل أربعين مسيحياً ورحيل أكثر من 12 ألفاً من مختلف الطوائف المسيحية الى خارج العراق. من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري:"سبق وأن حذرنا من احتمال تصاعد أعمال العنف والتفجيرات في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات. والكثير من هذه التفجيرات تستهدف المسيحيين والايزيديين والشبك في الموصل، هذه الأقليات التي تحاول بعض الجهات استمالتها الى صفها بجميع الوسائل". ولم يستبعد الشمري في تصريح الى"الحياة"أن"تحمل التفجيرات الأخيرة في الموصل رسالة سياسية". وتابع ان"قوات الأمن العراقية في الموصل تؤدي واجبها والتزاماتها، لكن أتوقع أن يكون هنالك المزيد من أعمال العنف، إذ أن الأحداث الأمنية تتصاعد قبل أي انتخابات في البلاد. وليس لدينا أي معلومات استخباراتية مؤكدة في هذا الجانب لكننا نتوقع تصاعد حدة التفجيرات قبل الانتخابات". وفي سياق متصل، هاجم مسلح دورية للشرطة العراقية بقنبلة يدوية في الموصل أيضاً، ما أدى الى سقوط ثلاثة عناصر من الدورية بينهم ضابط برتبة ملازم.