تكتمت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية عن مداولاتها أمس التي طاولت المفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى مع"حماس"، وقالت أوساط قريبة من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أن الحكومة ناقشت مسائل سياسية وأمنية مختلفة وليس مسألة تبادل الأسرى فحسب. لكن معلقين إسرائيليين رأوا أن انعقاد الاجتماع في ساعات بعد الظهر هدف الى انتظار نتائج الاجتماع في العاصمة السورية بين قادة حركة"حماس"، ما سيضطر الحكومة المصغرة إلى البت نهائياً في مصير الصفقة ليكون ممكناً بالتالي عرضها على الهيئة الموسعة للحكومة للتصويت عليها الأحد المقبل، ثم إتاحة الفرصة أمام من يرغب من الإسرائيليين في الاحتجاج على إطلاق هذا الأسير أو ذاك للتوجه إلى المحكمة العليا، وهي مجرد خطوة إجرائية إذ طالما امتنعت المحكمة عن التدخل في مثل هذه القضايا. في غضون ذلك، نقلت الإذاعة العسكرية عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن"قوية بما يكفي"لمواجهة تداعيات صفقة أسرى بين إسرائيل و"حماس"حتى إن شملت الإفراج عن عشرات الأسرى من"حماس"إلى الضفة الغربية. وأضاف أنه لا يتوقع أن تتسبب الصفقة في إضعاف عباس في مقابل تعزز شعبية"حماس"، معتبراً ان المصلحة الفلسطينية تتطلب مواصلة الفلسطينيين الحفاظ على الهدوء السائد في أنحاء الضفة. وجاءت أقوال المصدر الأمني رداً على ما يتردد من مخاوف في البيت الأبيض وإسرائيل من أن صفقة التبادل ستضعف عباس. ورددت الإذاعة تحذيرات أوساط ديبلوماسية إسرائيلية من أن يتم تفسير الصفقة"خنوعاً إسرائيلياً للإرهاب، ما سيعزز نفوذ حماس". إلى ذلك، نقلت الإذاعة عن مصدر ديبلوماسي إسرائيلي قوله ان الإدارة الأميركية"تنتقد من حيث المبدأ التفاهمات المتبلورة لإنجاز الصفقة"حيال عدم تأييد الولاياتالمتحدة إجراء مفاوضات مع منظمات إرهابية. من جهته، واصل والد الجندي الأسير غلعاد شاليت لقاءاته مع وزراء في الحكومة يعارضون إطلاق أسرى فلسطينيين"قتّلة"، بينهم الوزيران عوزي لنداو ويوفال شتاينتس، في محاولة لثنيهم عن معارضتهم. وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس صحيفة"إسرائيل اليوم"اليمينية الداعمة نتانياهو إلى أن 73 في المئة من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى"صفقة للإفراج عن شاليت"، فيما أعلن 18 في المئة معارضتهم لها، وقال 9 في المئة إنهم لم يحددوا موقفهم. ورأى 52 في المئة إنهم يؤيدون صفقة تقضي بأنه في مقابل الإفراج عن شاليت تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين"أياديهم ملطخة بالدم"، بينما عارض ذلك 25 في المئة، ولم يحدد 23 في المئة موقفهم. نشر في العدد: 17037 ت.م: 26-11-2009 ص: 16 ط: الرياض