أعلنت باريس ان رئيسي أذربيجانوأرمينيا سيجريان محادثات غداً الأحد في شأن الصراع في إقليم ناغورنو- قره باخ، فيما تضغط تركيا من أجل إحراز تقدم قبل أن تضع اللمسات الأخيرة على عملية تقاربها مع أرمينيا. ولم تنجح وساطة عمرها 15 سنة في التوصل إلى اتفاق سلام في شأن الإقليم الذي تسكنه غالبية أرمينية والواقع في قلب منطقة تمثل ممراً رئيسياً للنفط والغاز إلى الغرب. لكن التقارب التاريخي بين أرمينياوتركيا الحليف المقرب لأذربيجان، أعاد الصراع مرة أخرى إلى دائرة الضوء الديبلوماسية. والتقارب مع أرمينيا مهم بالنسبة الى مسعى تركيا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي وايضاً بالنسبة الى اقتصاد أرمينيا الذي يعاني من الأزمة خصوصاً انها دولة لا تطل على بحر. وتؤكد تركيا أنها تريد أن ترى تقدماً في شأن ناغورنو- قره باخ قبل أن تصدق على اتفاق لفتح حدودها مع أرمينيا وإقامة علاقات ديبلوماسية للتغلب على عداء عمره قرن ناجم عن القتل الجماعي للأرمن على أيدي الأتراك العثمانيين. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان سيجتمع مع نظيره الاذري إلهام علييف في القنصلية الفرنسية في ميونيخ غداً. ويقود المفاوضات وسطاء من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا يعملون في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكان الارمن في ناغورنو- قره باخ تخلصوا بدعم من ارمينيا من حكم اذربيجان المسلمة في قتال اندلع مع اقتراب الاتحاد السوفيتي السابق نحو الانهيار عام 1991 . وقتل حوالي 30 الف شخص وشرد اكثر من مليون اخرين. وأغلقت تركيا حدودها مع ارمينيا عام 1993 تضامنا مع اذربيجان. وسيطرت قوات ارمنية على ناغورنو- قره باخ وسبعة اقاليم اذربيجانية محيطة، منها ممر الى ارمينيا. وتم الاتفاق على وقف لاطلاق النار في 1994 . والاجتماع الأحد سيكون السادس بين الجانبين هذا العام وتزيد وتيرة الاجتماعات التوقعات بشأن احتمال تحقيق انفراجة. ويقول الوسطاء إنهم يحرزون تقدما لكن الديبلوماسيين يحذرون من عدم استعداد أي من الجانبين على ما يبدو لتقديم تنازلات صعبة واقناع شعبه بقبولها. وقال آراز عظيموف نائب وزير خارجية أذربيجان انها"تقف عند منتصف الجسر وتنتظر أن يقترب الطرف الآخر". ويقول محللون إن سركيسيان يتعرض بالفعل لانتقادات من القوميين في أرمينيا بسبب التقارب مع تركيا العدو القديم مما يجعل التوصل إلى اتفاق بشأن قره باخ أكثر صعوبة.