يعود الى جنوبلبنان في غضون أيام قليلة ثلاثة اشقاء 8 و 12 و17 عاما من عائلة لبنانية هربت الى اسرائيل العام 2000 لدى انسحاب الجيش الاسرائيلي من منطقة الشريط الحدودي. وكان الاشقاء يعيشون لدى عائلة في مدينة نتسيريت عيليت اليهودية، شمال اسرائيل، منذ ان توفيت والدتهم قبل شهرين إثر مرض، فيما يعيش والدهم بعيداً عنهم بعدما طلق زوجته منذ سنوات. والمفاجئ في الأمر كشْفُ مصادر اسرائيلية ان عملية اعادة القاصرين الثلاثة الى لبنان تتولاها مجموعة من اليمين المتطرف برئاسة زئيف هيرتمان، ضمن خطة تهدف الى"تطهير"اسرائيل من اي عربي، فلسطينياً كان او سواه، عبر تشجيعه على الهجرة وضمان التنازل عن بطاقة هويته. والاخطر في هذه الخطة انها تبدو في الظاهر انسانية وداعمة، اذ تركز على ما تقدمه من مساعدات مالية وقانونية للعربي الذي يتنازل عن هويته وضمان المسكن والعلم والتعليم في الدولة التي يختار الهجرة اليها. ورفضت العائلة الاسرائيلية التي اوكل اليها رعاية الاشقاء الثلاثة كشف اسمائهم او السماح بالتقاط صور لهم. واعتبر هيرتمان، وهو أبرز نواب اليمين المتطرف في بلدية نتسيريت عيليت، ان عودة الاشقاء اللبنانيين تقلص عدد العرب من حاملي بطاقات الهوية الاسرائيلية، وقال:"وقع والدهم على موافقته على عودتهم الى لبنان والتنازل عن بطاقات هويتهم الاسرائيلية. ومع انهاء الاجراءات لإعادتهم نكون قد نجحنا في تقليل عدد حاملي بطاقة الهوية الاسرائيلية، وهذا انجاز لخطتنا التي تهدف الى جعل اسرائيل دولة يهودية نقية من العرب، وستكون خطوة اولى في مساعدة ودعم عدد آخر من اللبنانيين حاملي الهوية الاسرائيلية لضمان عودتهم الى لبنان والتنازل عن هويتهم". ومنذ انتقال الاشقاء الى عائلة حاضنة بذل هيرتمان جهوداً لضمان التخلص منهم، فتابع الجهات المسؤولة لضمان عودتهم وتحمل تكاليف الاجراءات وثمن بطاقات السفر من اسرائيل الى قبرص حيث سيتم تسليمهم من قبل جهة دولية الى قريب لهم يعود بهم الى لبنان. ويعمل هيرتمان في اطار خطة بعنوان"تنازل عن بطاقة هويتك تحصل منا على كل مساعدة ودعم". وينفذها في اطار يُظهر انه ومجموعته المتطرفة يقدمون الدعم والمساعدة للفلسطينيين والعرب سواء في ضمان التعليم الاكاديمي للطلاب الجامعيين الراغبين في الدراسة في الخارج او لمن لا يجد لنفسه عملاً ويضطر الى مغادرة اسرائيل للعمل. ويلبس النائب المتطرف خدماته وجهاً انسانياً: دعم مالي، وتنسيق مع جهات أجنبية تضمن الدراسة للطلاب، وضمان العمل والسكن للعائلات وتسديد تكاليف الاجراءات لضمان الهجرة من اسرائيل واجراءات قبولهم في الدول التي يختارونها. ولكن هدفه الحقيقي يبقى ضمان تجريد كل من يتجاوب معها من بطاقة هويته وبالتالي إلغاء حقه في العودة للعيش والسكن في اسرائيل حتى ولو كان ولد فيها. ويدعي هيرتمان انه أقنع خلال الاسابيع الاخيرة ثلاثين عربياً من فلسطينيي 1948 على الهجرة ووفر لهم تكاليف السفر وترتيبه وضمان عمل وسكن كل منهم في الدولة الاجنبية التي قرر الهجرة اليها. ويستغل هيرتمان شريحة من الشبان الفلسطينيين تقف شروط قبولهم في الجامعة الاسرائيلية عائقاً أمام تحصيلهم الاكاديمي ويختارون الدراسة في دولة أجنبية، فيعرض عليهم تمويل سفرهم وتعليمهم حتى حصولهم على الشهادة في مقابل التنازل عن بطاقة هويتهم. وقد نجح في تجنيد عدد كبير من المتبرعين اليهود لضمان نجاح خطته التي يرغب في توسيعها، ولذلك دعا الحكومة الاسرائيلية الى تقديم هبات وقروض لكل عربي يسكن في نتسيرت عيليت لتشجيعه على ترك المدينة، مشدداً على"خطورة"وجود العرب الذين يصفهم بأنهم"قنبلة موقوتة". نشر في العدد: 16986 ت.م: 06-10-2009 ص: 12 ط: الرياض