اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان المحادثات التي أجريت في فيينا امس، بين ايرانوالولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا، حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، شكلت"بداية جيدة". وقال بعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات في مقر الوكالة الذرية:"كان لنا اجتماع بناء الى حد ما وشهدنا بداية جيدة، تمت خلالها مناقشة غالبية المسائل التقنية". وأشار الى ان المحادثات ستُستأنف اليوم. اما رئيس الوفد الإيراني علي أصغر سلطانية وهو مندوب طهران لدى الوكالة الذرية، فرفض الرد على اسئلة الصحافيين، وأحالهم على ما قاله البرادعي. راجع ص 7 ويأتي كلام البرادعي على رغم استباق طهران المحادثات بالتلويح بمواصلة التخصيب على اراضيها في حال فشلها في الحصول على وقود لمفاعلها النووي للبحوث الطبية، اذ نقلت وكالة"فارس"عن مصدر مقرب من الفريق الإيراني المحاور في فيينا توقعه"عدم حصول حوار مباشر مع فرنسا لتوفير وقود للمفاعل النووي في طهران، بسبب العراقيل التي تضعها في طريق الحوار بين ايران والوكالة الذرية". وأضاف المصدر أنه"لا يمكن التعويل على فرنسا، بسبب تقاعسها في أداء واجباتها في التعاون النووي مع إيران". وذكّرت"فارس"بالحصة التي تمتلكها ايران في شركة تخصيب اليورانيوم الفرنسية"اوروديف"، مضيفة انه"على رغم ملكية ايران ل10 في المئة من حصصها خلال عهد الشاه، الا انها لم تفِ بواجباتها"في تسليمها وقوداً نووياً. وتابعت ان"فرنسا تمتنع أيضاً عن تسليم ايران عشرات الأطنان من مادة سداسي فلورايد اليورانيوم، في قرار غير قانوني". وهددت ايران بأنها ستُخصّب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة على اراضيها، اذا فشلت مفاوضات فيينا، معتبرة ان"توفير الوقود لمفاعل طهران، يشكل اختباراً جيداً لمعرفة ما إذا كان الغرب يتعامل بصدق مع إيران". ويُعد هذا الاجتماع أولى الخطوات العملية لتنفيذ"الاتفاق المبدئي"الذي توصلت اليه ايران والدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا في جنيف مطلع الشهر الجاري، وينص على وضع جدول زمني لتسليم يورانيوم إيراني مخصب بنسبة أقل من 5 في المئة إلى روسيا التي ستخصبه بنسبة 19.75 في المئة، قبل نقله الى فرنسا لتحويله الى قضبان وقود تُستخدم في تشغيل مفاعل للبحوث الطبية في طهران. وفي السياق ذاته، علمت"الحياة"من مسؤول في الوفد الإيراني أن طهران"ستدفع خلال المحادثات في اتجاه وضع جدول زمني لتنفيذ تلك الآلية في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً أن بلده سيسعى الى الحصول على ضمانات بتسليمه الوقود النووي المخصب بنسبة 19.75 في المئة في فترة زمنية قريبة، نظراً لازدياد الحاجة إليه في ظل نضوب مخزون طهران الحالي من الوقود المخصص لمفاعل البحوث الطبية، والذي كانت تسلمته من الأرجنتين العام 1991. وفيما تجاهل المسؤول الإيراني التعليق على تلويح بلده بتخصيب اليورانيوم بنفسه إذا فشلت هذه المفاوضات، رأى أن الكرة حالياً في الملعب الغربي الذي عليه أن يثبت رغبته في التوصل لتسوية في الملف النووي الإيراني، من خلال تنفيذ تعهداته والتزامه بما ورد في اتفاق جنيف الأخير. واعتبر المسؤول أن"المرونة الإيرانية يجب أن تُقابل بمرونة من الجانب الآخر، والحديث عن عقوبات غير مجد في المرحلة الراهنة". ويعتقد مراقبون ان الاقتراح الغربي الجديد هو اعادة صوغ للاقتراح السابق حول التخصيب في الأراضي الروسية، لكنه أخذ في الاعتبار رغبة ايران في اجراء احدى مراحل هذه العملية على اراضيها. وحضر الاجتماع عن الولاياتالمتحدة نائب وزيرة الخارجية لشؤون الطاقة دانيال بونيمان، فيما ترأس الوفد الروسي نائب وزير الطاقة نيكولاي سبانسكي، ومثل فرنسا احد ديبلوماسييها في فيينا. أما عن الجانب الإيراني فرأس سلطانية الوفد الذي ضم مسؤولين من مستوى متدنٍ في"المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية". ورأى مسؤول في الوكالة الذرية أن خفض إيران تمثيلها خلال الاجتماع، يستهدف سد أي منفذ أمام موفدي الدول الأخرى لخوض مناقشات تتجاوز القضايا الفنية الخاصة بمفاعل طهران للبحوث.