في وقت تنتظر الدول الغربية وتحديداً الولاياتالمتحدة الرد الايراني على مشروع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج، تؤكد طهران رغبتها في عقد جولة ثانية من الحوار برعاية الوكالة الذرية، لإنجاز الاتفاق. وقال ل «الحياة» مصدر كان في عداد الوفد الايراني المشارك في محادثات جنيف وفيينا، ان طهران لم توافق على المشروع في فيينا بل قدمت اقتراحاً أساسياً ينص على تسليم الغرب 1200 كلغ من المخزون الايراني من اليورانيوم المخصب، في مقابل تسلم وقود عالي التخصيب في وقت متزامن. واذا رفض الغرب ذلك، تتعهد ايران بتسليم هذه الكمية للوكالة الذرية، على ان تُحفظ في مخازن تشرف عليها الوكالة داخل الاراضي الايرانية، من خلال فرق التفتيش وأجهزة المراقبة التي تمتلكها هذه الوكالة في ايران. وأضاف المصدر ان ايران لم تمانع في تسليم المخزون دفعة واحدة او على دفعات، شرط تسليمها الوقود بالآلية ذاتها، مؤكداً ان ممثل طهران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية الذي قاد محادثات فيينا أبلغ البرادعي في 28 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بالموقف الايراني ومفاده ان «الوفد عرض على القيادة الايرانية الأفكار التي طُرحت في اجتماع فيينا، ونبدي استعدادنا للمشاركة في الاجتماع المقبل ورغبتنا في التوقيع على الاتفاق مع الدول الغربية». وعندما أرادت الوكالة والدول الغربية المعنية توضيحات على الرد الايراني، وجه سلطانية رسالة أخرى الى البرادعي أشارت الى ان «ايران تنظر في شكل ايجابي الى اجتماع فيينا، لكن عليه ان يأخذ بالاعتبار وجهات نظر ايران في المحادثات المقبلة». ولفت المصدر الى إبرام اتفاق خلال الاجتماع على منح ايران ضمانات في مقابل «حسن تنفيذ» الاتفاق، وتشمل نيل مصادقة مجلس محافظي الوكالة الذي يجتمع في الشهر الجاري، على الاتفاق بمساعدة الولاياتالمتحدة، وإعطاء الوكالة الذرية ملكية اليورانيوم المخصب الايراني، في كل مراحل تطويره، اضافة الى اعلان الولاياتالمتحدة ضماناً مكتوباً تتعهد فيه تزويد ايران الوقود مرتفع التخصيب، على ان يكون هذا الضمان وثيقة رسمية ضمن الاتفاق. وأشار المصدر الى ان ايران رحبت بهذه الضمانات، لكنها اعتبرتها غير كافية، مشترطة ان يكون التسليم والاستلام في وقت واحد بين الجانبين. وحول سبب استبعاد ايرانفرنسا من الاتفاق، أوضح المصدر ل «الحياة» ان طهران منزعجة من سلوك باريس خلال الفترة الماضية، وأرادت بالتالي مواجهة «السلوك الفرنسي غير المريح»، معلنة في شكل واضح عدم رغبتها في التوقيع علي اي اتفاق مباشر مع الفرنسيين. لذلك اضطُر البرادعي الى الغاء اسم فرنسا من مسودة الاتفاق، لكنه أورد اسمها في عنوان الاتفاق فقط، احتراماً لباريس التي ستشارك مع موسكو في تزويد طهران بالوقود المخصب بنسبة 19.75 في المئة. وأشار المصدر الى ان فرنسا لم تلتزم بتعهداتها حيال تزويد ايران ب 15 طناً من غاز سداسي فلورايد اليورانيوم الذي اشترته طهران من باريس قبل عام 2003، اي قبل إحالة الملف النووي الايراني على مجلس الأمن. وحصل التباس قانوني حول الصفقة، وأحيل الملف على محكمة فرنسية حكمت لمصلحة تزويد ايران بخمسة اطنان من الغاز المذكور، لكن الحكومة الفرنسية تنصلت ولم تعمل بقرار المحكمة. ولفت المصدر الى ان ايران تنتظر جواباً واضحاً من الوكالة الذرية حول تزويدها بالوقود، مؤكداً قدرتها على إنتاج هذا الوقود على اراضيها، اذا امتنعت الدول الغربية عن تزويدها به واستخدامه في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وقال ان «لإيران الحق في صنع الوقود بنسبة تخصيب 19.75 في المئة، اذا امتنعت الدول الغربية عن التعاون مع ايران في هذا الشأن».