سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تشن هجوماً عنيفاً على نصرالله وتتهمه ب "العمالة"... وجماعة "الإخوان" تنتقد المبادرة المصرية عشية "يوم الغضب" . خامنئي يهاجم حكومات إسلامية بسبب موقفها من غزة ويعدها ب "الذل"
ردّت مصر بعنف شديد أمس على الأمين العام ل"حزب الله"اللبناني السيد حسن نصرالله واتهمته ب"العمالة"لإيران التي هاجم مرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي حكومات إسلامية في المنطقة وقال إنها أخطأت عندما لم تفعل المزيد لوقف الهجمات الاسرائيلية على غزة وستلقى"الذل"على يد اسرائيل في المستقبل. وضمت جماعة"الإخوان المسلمين"المصرية صوتها إلى صوت حركة"حماس"وانتقدت المبادرة التي أطلقتها القاهرة للتهدئة في غزة، في ظل استعدادات ل"يوم الغضب من أجل غزة"بعد صلاة الجمعة. وقال خامنئي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أمس وأوردتها وكالة"رويترز":"يجب أن تدرك الدول والحكومات الإسلامية أن طبيعة النظام المتغطرس وهدفه الرئيسي اللذين ظهرا في الجرائم الاسرائيلية هو تدمير المقاومة في المنطقة بالكامل والهيمنة على الشرق الأوسط". وأضاف:"يجب أن يعلم الجميع أنه كما فعلت إيران في الماضي عندما قدّمت كل المساعدة للشعب الفلسطيني المضطهد فإنها من الآن فصاعداً ستبذل كل ما هو ضروري في هذا الصدد". ولم يشر خامنئي إلى حكومة دولة اسلامية بالإسم. لكنه قال:"كلما ضمنت اسرائيل مكاناً لها في المنطقة وكلما هيمنت الغطرسة زادت مصيبة هذه الحكومات الإسلامية في المنطقة وزاد الذل الذي تتعرض له. لم لا يدركون هذا الأمر!". وجاء كلام خامنئي في وقت ازدادت حدة الأزمة بين مصر و"حزب الله"اللبناني على خلفية انتقاد الأمين العام للحزب حسن نصرالله الموقف الرسمي المصري من العدوان الإسرائيلي على غزة، خصوصاً بعد تجديد انتقاده للقيادة المصرية في كلمته في ختام ذكرى العاشر من محرم. ورد مصدر مصري مسؤول بحدة على نصرالله، متهماً أياه ب"العمالة"لإيران. وكان نصرالله تساءل"هل يحتاج حاكم مصر إلى أكثر من 650 شهيداً و2500 جريح ليفتح معبر رفح في شكل حقيقي ونهائي؟". وانتقد مصدر مسؤول مصري، في بيان، ما صدر عن الأمين العام للحزب اللبناني، قائلاً"إنه يعبّر عن جهل مركب بحقائق الأوضاع ويكرس مأزقاً كبيراً يواجهه مندوب إيران الأول في لبنان". وأضاف:"نصرالله الذي لم يقدم إلى غزة حتى الآن سوى مجموعة من الخطب الرنانة أمام كاميرات الفيديو ومتشيعيه، بدا وكأنه تحوّل من امتهان مقاومة اسرائيل إلى امتهان الخطب والشعارات البالية وراح يطلق من مخبئه سهاماً مسمومة باتجاه مصر لا تصدر إلا عن حاقد أو مأجور". وأعرب المصدر عن أسفه"أن يعلن أمين الحزب صراحة عداءه لمصر في شكل فج يكرس عمالته الواضحة للدولة الإسلامية الثورية التي تسعى إلى التأثير على بلده من خلاله". وقال إن"مصر لا تلتفت أبداً إلى عداوات الحاقدين الجهلة الذين ورّطوا بلادهم في حروب خاسرة ثم ندموا بعد ذلك في مشهد مخز على ما فعلوا بعد أن تسببوا في قتل ودمار بلادهم ومواطنيهم"، في إشارة إلى موقف الأمين العام ل"حزب الله"حين أعلن أنه لو كان يعلم تداعيات خطف الجنديين الإسرائيليين في تموز يوليو 2006 لما كان الحزب أقدم على هذه الخطوة. ونصح المصدر المصري أمين"حزب الله"ب"ألا يفتي أو يخطب إلا في ما يعرفه وأن يمتنع عن تسجيل النقاط من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة إرضاء للمرشد الأعلى الذي لا شك أنه يفخر بأحد أخلص تلاميذه في المنطقة". في غضون ذلك، تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب رسمي إلى القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في الكويت تطلب فيه ادراج موضوع اعادة اعمار غزة بعدما تم تدميرها من قبل القوات الإسرائيلية كبند مستقل على جدول أعمال القمة، وقال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الجامعة السفير نبيل عمرو إن السلطة تقدمت بطلب رسمي إلى الامين العام للجامعة عمرو موسى لإدراج بند موضوع اعادة اعمار غزة كبند مستقل على القمة. في غضون ذلك، عززت السلطات الأمنية في مصر من وجودها في الميادين والشوارع الرئيسية وتراصت سيارات تحمل مئات الجنود أمام المساجد الكبرى استباقاً ل"يوم الغضب من أجل غزة"بعد صلاة الجمعة اليوم خصوصاً في ظل تغيير قوى المعارضة استراتيجيتها للتظاهر، إذ عمدت إلى عدم الإعلان عن فعالياتها مسبقاً ودعت إلى"التظاهر في أي مكان وأي وقت وفي شكل مفاجئ"وطالبت المصلّين بعدم الاكتفاء بالهتافات داخل المساجد اليوم والخروج في تجمعات كبرى بعد الصلاة تأييداً لدعوة الشيخ يوسف القرضاوي لجعل اليوم"يوم غضب من أجل غزة". وأصدرت قوى مصرية بيانا ممهوراً بتوقيع المرشد العام لجماعة"الإخوان المسلمين"محمد مهدي عاكف ونائبه الأول محمد حبيب وعلماء دين كبار ومعارضين من مختلف التيارات أكدوا فيه مشروعية المقاومة، وقالوا إن"ما يحدث في غزة يمثل تهديداً واضحاً ومباشراً للأمن القومي المصري والعربي على السواء". وشكلت وزارة الداخلية بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية خلية"لإدارة الأزمة"واستنفرت السلطات الأمنية على نحو غير مسبوق خصوصاً عند منطقة الحدود لمواجهة أي احتمال لاجتياحها. وقال وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، أمام اجتماع للجنة برلمانية، إن وزارة الداخلية سمحت بالتظاهرات لأغراض نبيلة هي التعبير عن المساندة للشعب الفلسطيني"ولكن لا تقبل ان يستغل البعض هذه التظاهرات للبعد بها عن هذا الهدف النبيل، وإنها تتعامل بحسم ضد كل من يحاول الخروج على الشرعية". وحالت السلطات الأمنية أمس دون وصول تظاهرة نسائية إلى مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وهاجمت جماعة"الإخوان المسلمين"أمس المبادرة المصرية لوقف النار في قطاع غزة، وأعربت في بيان عن القلق من هذه المبادرة، وقالت إنها"جاءت أدنى بكثير من المشروع العربي المقدم لمجلس الأمن، ومصادرة له، وساعية لتبييض الوجه الأميركي القبيح". وأضافت في بيان أنها"تتسم بغموض شديد حول الطرف الفلسطيني الذي سيكون في إطار المبادرة". نشر في العدد: 16716 ت.م: 09-01-2009 ص: 10 ط: الرياض