قدّم المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، مسرحية"هاملت"التي كتبها الإنكليزي وليم شكسبير قبل 400 سنة، وأخرجها كامل الباشا. وكانت مجموعة من طلبة مدرسة المطران في القدس، قدّمت العرض في أربعينات القرن العشرين. يقول الباشا:" يعتبر إخراج هذه المسرحية مغامرة بحد ذاته لطولها وصعوبتها ولغتها الشعرية القوية والمتقنة ما جعلها حلماً للمسرحيين، لا يقدم عليه إلا من تمكن من لغته المسرحية وأدواته الفنية". ويضيف:" بهذه الأفكار المسبقة دخلت قاعة المسرح باحثاً عن ديكورات ضخمة تجسد القصر أو القلعة، فإذا بي أجد نفسي أمام منصة فارغة إلا من أرضية بيضاء تحيط بها الستائر السوداء من كل جانب، وما هي إلا لحظات حتى امتلأت المنصة بالممثلين، وهم مجموعة كبيرة من الشبان والفتيات بملابس سوداء تعبر المنصة في كل الاتجاهات، وتدخلنا في أجواء مشهد التقاء الحرس بشبح هاملت الأب عبد السلام عبده ، ثم قفزنا إلى أجواء اختلط فيها الفرح بزواج الملك حسام أبو عيشه من الملكة الأم ريم تلحمي بالحزن على موت الملك الأب وحضور جنازته، ومن ثم نقفز مرة أخرى إلى مشهد سفر لرتيس علاء أبو غربية ووداعه لأخته اوفيليا مرام العلي، ووصاياه لها بالعفة والفضيلة في مشهد إيمائي مترافق مع عزف صوتي وإيقاعي حي لباقي الممثلين". وفي تطور الأحداث ينتقل العرض من مفاجأة إلى أخرى، ظهور الطيف، الرغبة في الانتقام، التردد، قتل بولونيوس، جنون اوفيليا، هجوم لرتيس، المبارزة بين هاملت ولرتيس، ثم موت الجميع باستثناء الملك الذي ردد جملته الشهيرة في مشهد الاعتراف:"ما انتن إثمي؟". حول الصوغ الإخراجي، وظهور التشظي والتفكيك وإعادة المونتاج يقول الباشا:"حاولت في السنوات الماضية تقديم الأعمال المسرحية بأساليب إخراجية مختلفة بحثاً عن أسلوب خاص، أما في مسرحية"هاملت"أحاول مظهرة فضاء تراجيدي غرائبي يشحذ عقولنا للتفكير في مجمل خيارات"هاملت"، وجعلني العمل اتجه لاختيار اللونين الأسود والأحمر للممثلين، والأبيض لأرضية المنصة والأخضر في شكل طاغ في الإضاءة لتشكل جميع هذه الألوان العلم الفلسطيني. نشر في العدد: 16738 ت.م: 31-01-2009 ص: 39 ط: الرياض