سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوساط زعيم "ليكود" تؤكد أنه يتوافق مع التوجه الأميركي لجهة موقفه من المفاوضات وتحسين الوضع الميداني . ليفني تحمل على نتانياهو بعد ازدياد شعبيته : انتخابه سيؤدي إلى صدام وشرخ مع إدارة أوباما
أدخل أقطاب الأحزاب الإسرائيلية الثلاثة الكبرى،"كديما"و"العمل"و"ليكود"، الإدارة الأميركية الجديدة وتصريح الرئيس الجديد باراك اوباما بأنه"سيسعى بصورة ناشطة وقوية الى تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، على خط المعركة الانتخابية المحتدمة، مع تبقي 56 يوماً على موعد إجراء الانتخابات العامة في العاشر من الشهر المقبل. وسعت زعيمة"كديما"، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى تحذير الإسرائيليين من أن انتخاب حكومة يمينية برئاسة زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو سيقود حتماً إلى صدام مع الإدارة الأميركية الجديدة وإلى شرخ في العلاقات بين الجانبين. وعزا مراقبون تحذيرات ليفني التي وردت في محادثات مغلقة مع أركان حزبها نهاية الأسبوع وتم تسريبها إلى وسائل الإعلام، إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أشارت إلى تفوق"ليكود"على"كديما"، وإلى احتمال فوز تكتل اليمين والمتدينين اليهود المتشددين في الانتخابات العامة المقبلة. ورأوا أن ليفني توجه تحذيرها إلى"الأصوات العائمة"أساساً التي تشكل بحسب استطلاعات الرأي نحو 30 في المئة من أصحاب حق الاقتراع. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن قياديين في"كديما"قلقهم الحقيقي من تراجع شعبية الحزب في الأسبوعين المتبقيين على موعد الانتخابات. وأعرب احدهم عن مخاوفه من أن يهبط تمثيل الحزب إلى 20 مقعدا ودون ذلك، علماً أن الاستطلاعات عشية الحرب على غزة منحته نحو 30 مقعداً. وأقرّ أن نتائج الحرب لم تخدم"كديما"وأن مهمة إقناع الإسرائيليين ب"المكاسب السياسية"التي حققتها ليفني من هذه الحرب، تبدو صعبة التنفيذ، وعليه تقرر أن تخرج الأخيرة في حملة دعائية ضد نتانياهو على أمل وقف تحليقه في الاستطلاعات. وتعتمد ليفني أساساً التحذير من"تطرف نتانياهو"وانعكاسات ذلك على العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. ووفقاً لزعيمة"كديما"، فإن موقفها الداعي إلى حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس دولتين للشعبين"يتيح لها لغة مشتركة مع الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون". وأضافت أن حكومة برئاستها ستدفع نحو هذا الحل،"وعندها فإن الضغط الأميركي سيكون موجها الى ايران وحركة حماس، وستقف الولاياتالمتحدة إلى جانبنا في الحرب على الإرهاب". وأضافت ان حكومة يمينية متطرفة برئاسة نتانياهو ترفض حل الدولتين، ستستدعي ضغوطاً أميركية عليها"وتأتي بموجة من المبادرات السياسية بالعربية والانكليزية والفرنسية وغيرها". وتابعت ان التعاون بين حكومة إسرائيلية وإدارة اوباما سيتحقق في حال تتبنى الحكومة الإسرائيلية رؤية دولتين للشعبين"أما انتخاب نتانياهو فسيعني قيام جبهة رفض سياسية ستؤدي حتماً إلى شرخ مع الإدارة الأميركية الجديدة". وأردفت أنه سيتحتم على إسرائيل أن تحدد موقفها: هل تكون في الجانب المؤيد للعملية السياسية أم في جبهة الرفض. وقالت إن"من يعتقد أنه يمكن انتخابه على أساس سياسة الرفض سيدهور علاقات إسرائيل بواشنطن إلى الحضيض". ونقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن المستشار الاستراتيجي للحملة الانتخابية لليفني قوله إنه"إذا كان اوباما هو رجل الغد، فإن نتانياهو هو الانسان القديم ورجل الأمس". وأضاف أن"نتانياهو والقطب البارز في الحزب موشي يعالون أشبه بعصافير تطير إلى الوراء". نتانياهو: مقاربة أوباما للحل تتناغم ومقاربتي وردت أوساط نتانياهو على هذه الاتهامات بالقول إنها"مجرد ثرثرة وتفاهات... وليفني تحاول تخويف الجمهور، لكن الحقيقة هي أن المعروف أن نتانياهو التقى مرتين الرئيس أوباما، وتربطه بنائب الرئيس جو بايدن معرفة شخصية منذ 25 عاما. وفي كل الأحوال سيحافظ نتانياهو قبل كل شيء على مصالح إسرائيل". وأشارت هذه الأوساط إلى ارتياح نتانياهو للتصريحات الصادرة أخيراً عن شخصيات رفيعة في الإدارة الأميركية مثل مستشار الأمن القومي جيمس جونز ودنيس روس"التي تؤكد أن الإدارة الأميركية تتفق في وجهات النظر مع نتانياهو في كل ما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين". ونقلت"هآرتس"عن نتانياهو قوله في محادثات مغلقة إن الإدارة الأميركية الجديدة لا تؤمن ب"اتفاق رف"في شأن قضايا الصراع الجوهرية كالذي حاولت ليفني التوصل إليه خلال فترة ولاية الرئيس السابق جورج بوش"إنما تؤمن بتسوية تقوم أولاً على أساس تحسين الوضع الميداني". وقال قريبون من نتانياهو إن الأخير"يناسب أكثر من غيره السياسة الأميركية الجديدة، وعليه فإنه سيسعى إلى تحسين الوضع في الضفة الغربية اقتصادياً وأمنياً، وخلال فترة قصيرة سيرون عند نتانياهو تحولاً لم يحصل خلال كل الفترة التي أجرت فيها ليفني محادثات مع الفلسطينيين، سنعمل بنشاط لأننا نريد تغيير الأجواء في الضفة الغربية بشكل كبير لنتمكن من التوصل إلى حل سياسي حقيقي". وأكد القريبون من نتانياهو أن الأخير لن يهمل المفاوضات السياسية مع الرئيس محمود عباس أبو مازن، كما أنه لا يعتزم إحداث تغيير جوهري في قضية الاستيطان. وأضافوا أنه"خلال فترة وزير الدفاع الحالي زعيم العمل ايهود باراك شهدت المستوطنات في الضفة أعمال بناء أكثر بكثير مما كان في عهد نتانياهو عندما كان رئيسا للحكومة في الأعوام 1996-1999، ونحن سنتصرف بمسؤولية وتنسيق مع الأميركيين". وتابعوا أن"الأجواء المشحونة في العلاقات مع الإدارة الأميركية التي كانت قبل 12 عاماً، تبدلت تماماً، ولذلك لا حاجة لإخافة الإسرائيليين من أن نتانياهو سيمس بالعلاقات مع واشنطن". واعتبرت أوساط نتانياهو الحملة التي تشنها ليفني ضده دليل يأس،"وكلامها سطحي ويؤشر إلى ضائقة كبيرة وضغط ناجم عن خسارتها الأكيدة الانتخابات المقبلة لذلك تطلق سهاما في كل الاتجاهات". إلى ذلك، أفادت صحيفة"معاريف"أن نتانياهو أبلغ ديبلوماسيين أجانب التقاهم أخيراً أنه لن يشكل حكومة يمينية متشددة، إنما سيسعى إلى تشكيل حكومة واسعة بمشاركة الأحزاب الكبرى"كديما"و"العمل"و"شاس"، وقد يدعو إليها حزب"إسرائيل بيتنا"اليميني المتطرف برئاسة أفيغدور ليبرمان. لكن قياديين في"ليكود"أوضحوا لاحقاً أن نتانياهو لن يضم"العمل"و"كديما"معاً لتفادي حكومة بثلاثة رؤوس يضيع فيها ثقل"ليكود"، إنما أحد هذين الحزبين. ويفضل"ليكود"انضمام"العمل"لرغبة غالبية الإسرائيليين برؤية زعيم هذا الحزب، وزير الدفاع ايهود باراك يواصل في منصبه الحالي. من جهته أيضاً، قال باراك إن حكومة برئاسته ستعمل بتعاون مع الإدارة الأميركية في سبيل حل القضايا العالقة في الشرق الأوسط. وأضاف ان معرفة قديمة تربطه بعدد من أقطاب الإدارة الأميركية الحالية"ولدينا مصالح ومضامين أخلاقية مشتركة". نشر في العدد: 16733 ت.م: 26-01-2009 ص: 13 ط: الرياض