طالب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني الأندية الكبرى في القارة العجوز بالمزيد من"الشفافية"في حساباتها المالية، مؤكداً عدم قلقه من تحضيرات أوكرانيا وبولندا لكأس أمم أوروبا 2012، لكنه طالبهما بالمزيد من العمل. وأكد بلاتيني في حديث إلى راديو"ار اس ار"السويسري أمس أنه غير قلق من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على الكرة الأوروبية، مشيراً إلى أن هدفه في 2009 تأكيد أن تحقق الأندية الكبرى التوازن بين موازنتها المالية وديونها. وتابع بلاتيني:"أحبذ أن يكون هناك المزيد من الشفافية في حسابات الأندية المشاركة في المسابقات الأوروبية، أريد أن أرى المزيد من العدالة في هذه الحسابات، ليس من الضروري أن تكون الألقاب من نصيب الأندية التي تملك أموالاً أكثر من غيرها". وفي الوقت الذي تعاني فيه الأندية الإنكليزية من الديون المتراكمة عليها رأى بلاتيني أن مقاربة الديون وملكية الأندية تختلف من بلد أوروبي إلى آخر، مضيفاً:"عليّ أن أجد التوازن المناسب في المسابقات الأوروبية من أجل أن أتمكّن من معالجة المسائل المالية والحصول على المزيد من الشفافية، ولهذا يعتبر الوضع معقداً على الساحة الأوروبية، ولن تكون الأمور سهلة". واعتبر بلاتيني أن الأزمة المالية العالمية لن تؤثر في الكرة الأوروبية بقوله:"إنها ليست بالمشكلة الكبيرة، لأن بإمكاننا أن نلعب كرة قدم بكلفة أقل". وتابع:"الأزمة لا تقلقني شخصياً، لكنها تقلقني عندما تتعلق بالوظائف التي يخسرها البعض. إنها تقلقني عندما يخسر الأشخاص وظائفهم ولا يجدون الأموال لإطعام أولادهم. هذا أهم من كرة القدم". وكان الأمين العام للاتحاد الأوروبي الاسكتلندي ديفيد تايلور هدد في تشرين الأول أكتوبر الماضي بأن الفرق التي تعاني من ديون كبيرة ستكون مهددة بالإقصاء من المسابقات القارية. وأشار تايلور خلال مؤتمر"قياديون في كرة القدم"الذي احتضنته لندن، إلى أن الإقصاء لن يكون بصورة سريعة، بل إن الفرق المعنية ستنال إنذاراً قبل أن يتم اتخاذ القرار الأقصى باستبعادها. وتابع تايلور:"لن نترك الأمور كما هي حالياً. في بلدان مثل ألمانيا وسويسرا الفرق تخضع لقوانين إجبارية في ما يخص الضمانات المصرفية أو حجم الديون مقارنة مع موجوداتها المالية". وأضاف:"هذا هو المثال الذي نسعى إلى تطبيقه"، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تطبيق"الروح الرياضية المالية". وجاء تصريح تايلور غداة ما كشف عنه رئيس الاتحاد الإنكليزي ديفيد تريزمان عندما أعلن أن الفرق الإنكليزية تواجه مأزقاً اقتصادياً حقيقياً بسبب الديون المتراكمة عليها التي وصلت إلى حدود 3.9 بليون يورو، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي المهزوز الذي يواجهه العالم أجمع في الوقت الحالي. وبحسب الإحصاءات المالية الحديثة فإن ثلاثة من أصل الفرق الإنكليزية الأربعة الموجودة في مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم هي الأكثر مديونية في دوري بلادها، وعلى رأسها تشلسي 792 مليون يورو الذي يملكه البليونير الروسي رومان ابراموفيتش، ثم مانشستر يونايتد بطل الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا 772 مليون يورو وارسنال 343 مليون يورو. على صعيد آخر، أكد بلاتيني أنه واثق من قدرة أوكرانيا وبولندا على استضافة كأس أوروبا 2012، لكن على البلدين العمل أكثر من أجل إظهار ما بإمكانهما القيام به، مضيفاً:"في الوقت الحالي نحن في وضع 100 في المئة من حيث التحضيرات، لكننا بحاجة إلى 120 في المئة". وكان بلاتيني أكد في تصريحات سابقة أن بولندا وأوكرانيا ستستضيفان كأس أمم أوروبا 2012 معاً، أو لن يكون هذا الشرف لأي منهما، وذلك رداً على ما المح إليه رئيس الاتحاد البولندي الجديد غريغور لاتو عن إمكان حلول ألمانيا مكان أوكرانيا في حال تعذّر على الأخيرة استضافة هذا الحدث مع بلاده. وأضاف:"بولندا وأوكرانيا تعلمان تماماً الشرط الذي وضعناه من أجل استضافة النهائيات ويجب أن تكون الملاعب في العاصمتين جاهزة في الوقت المناسب"، وإذا لم تكن ملاعب العاصمتين جاهزة فكأس أوروبا لن تكون في وارسو أو كييف". وكان الاتحاد الأوروبي أكد في أيلول سبتمبر الماضي بأن كأس أوروبا 2012 ستكون مشاركة بين بولندا وأوكرانيا على رغم المخاوف من ألا تتمكن الدولتان الشيوعيتان سابقاً من الارتقاء الى مستوى الحدث وإنهاء الأعمال في الوقت المناسب من ناحية الملاعب والبنى التحتية والمواصلات والفنادق. يذكر أنه لم تحصل أي دولة شيوعية سابقة على شرف استضافة كأس أوروبا.